شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
1/ 8/ 1437 هـ
إِخْـتَـرْ وَفِيًّـا فَالْـوَفَـاءُ مُـمَـجَّـدُ ** وَذَوُوهُ فِي صَفْوِ الْمَوَدَّةِ عَسْجَدُ
مَا ازْوَرَّ يَوْمًا أَوْ تَقَاعَسَ عَامِدًا ** أَهْلُ الْوَفَاءِ هُمُ الرَّفِيْقُ الْمُنْجِـدُ
كَمْ صَاحِبٍ إِنْ صَادَفَتْكَ مُلِمَّةٌ ** نَسِيَ الْمَـوَدَّةَ وَاعْـتَـرَاهُ تَبَلُّـدُ
فَالنَّاسُ أَصْنَافٌ وَفِيْهِمْ زُمْرَةٌ ** عَشِقُوا الْوَفَاءَ وَحُبُّهُمْ مُتَجَدِّدُ
2/ 8/ 1437 هـ
حَلَبُ اصْمُدِي لَا تَجْزَعِي مِنْ مِدْفَعِ ** وَلَكِ الْبَقَاءُ غَدًا وَأَرْقَى مَضْجَـعِ
وَلِأُمَّـةٍ غَـدَرَتْ وَغَضَّـتْ طَرْفَهَـا ** ثَوْبُ الْمَذَلَّةِ فِي جَحِيْمٍ مُفْـزِعِ
وَإِذَا ابْتُلِـيْـتِ فَلَسْتِ أَنْـتِ وَحِـيْـدَةً ** كَمْ أُمَّـةٍ مُنِيَتْ بِأَشْنَعِ مَـصْـرَعِ
فَـعَـدُوُّ إِسْلَامِـي تَجَـبَّــرَ وَاعْـتَـدَى ** لَكِـنَّ أُمَّـةَ أَحْـمَـدٍ لَـمْ تَخْـضَـعِ
3/ 8/ 1437 هـ
الـرُّوحُ تَـنْـدُبُ وَالْأَجْـفَـانُ تَنْهَـمِـلُ ** عَلَى زَمَانٍ كَضَوْءِ الْبَدْرِ مُكْتَمِـلَا
فِيهِ الرِّجَـالُ جِبَـالٌ مَـا يُزَعْـزِعُهَـا ** قِيْلٌ وَقَالٌ فَلَيْتَ الظَّرْفَ مَا رَحَـلَا
كَانَ الْحَـرَامُ كَـأُخْـدُودٍ يُـرَوِّعُـنَـا ** لَوْ قِيْلَ لِلطِّفْلِ سِرْ عَكْسًا لَمَا فَعَـلَا
وَالْيَوْمَ أَصْبَحَ بَعْضُ النَّاسِ مُنْغَمِسًا ** فِي مُنْكَرٍ وَيُرَى فِي الْمُنْتَدَى بَطَلَا
4/ 8/ 1437 هـ
قَالَ الْفَقِيْرُ وَدَمْعُ الْعَيْنِ مُنْهَمِلُ ** لِذِي ثَـرَاءٍ عَلَيْهِ الْحَلْيُ وَالْحُلَلُ
أَتَسْتَهِيْنُ بِنَا فَاحْذَرْ فَكَمْ غَدَرَتْ ** تِلْكَ الدُّنَا بِذَوِي الْأَمْوَالِ يَا رَجُلُ
وَإِنَّ دُنْيَـاكَ ظِـلٌّ زَائِـلٌ وَلَهَـا ** صَـدٌّ وَرَدٌّ وَفِـي أَيَّامِهَـا دُوَلُ
فَاشْكُرْ إِلهَكَ تَزْدَدْ عِـزَّةً وَغِنًـى ** وَتُبْ إِلَيْـهِ وَإِلَّا فَـاتَـكَ الْأَمَــلُ
5/ 8/ 1437 هـ
أَتَـهْـرُبُ مِنْ لَسْعَـةِ الْعَـقْرَبِ ** وَمِنْ ضَرْبَةِ الصَّحْبِ فِي الْمَلْعَبِ
وَتَنْسَى حِسَابَـكَ يَـوْمَ الزِّحَـامِ ** وَنَــارَ الْجَحِـيْـمِ كَـمَـا الْغَـيْهَـبِ
فَمَنْ حَاسَبَ النَّفْسَ قَبْلَ الْحِسَابِ ** نَجَــا يَـوْمَ زَحْــفٍ وَلَـمْ يَـرْسُبِ
فَتُبْ مِنْ ذُنُوبٍ وَقِـفْ خَاضِعًا ** لِمَوْلَاكَ وَاحْـذَرْ سُلُـوكَ الْغَـبِـي
6/ 8/ 1437 هـ
الطِّفْلُ يُـولَدُ فِيْنَـا خَـالِـيَ الْبَـالِ ** وَأَنْتَ تَمْلَأُ ذِهْـنَ الطِّفْـلِ كَالْآلِي
فَخَلِّ طِفْلَكَ صَافِي الذِّهْنِ مُنْشَرِحًا ** صَدْرًا وَأَفْكَارُهُ كَالْلُؤْلُـؤِ الْغَالِي
فَمَنْ تَرَبَّـى عَلَى أَخْـلَاقِ شِرْعَتِنَـا ** يُنِيْرُ كَالْبَدْرِ فِي صَحْبٍ وَفِي آلِ
وَتِلْكَ تَبْقَـى لِمَـنْ رَبَّــاهُ مَـنْـقَـبَـةً ** دُنْيَا وَأُخْـرَى فَلَا تَعْبَثْ بِأَطْفَالِ
7/ 8/ 1437 هـ
أَرَاكَ مُنْشَغِلًا بِالْمَالِ وَالْعَرْضِ ** تَبْدُو كَزَوْبَعَةٍ فِي جَانِبِ الْأَرْضِ
فَلَيْسَ لِلْمَالِ يَوْمَ الزَّحْـفِ فَـائِـدَةٌ ** إِنْ لَمْ يَكُـنْ سَنَدًا لِلدِّيْنِ وَالْعِـرْضِ
وَنِعْمَ دُنْيَا بِمَا تَحْـوِيـهِ مِنْ نُـزَهٍ ** إِنْ كَـانَ صَـاحِبُهَا يَهْتَمُّ بِالْفَرْضِ
وَمَا عَلِمْتُ قَبِيْحًـا مِثْـلَ مُنْهَمِـكٍ ** فِي حُبِّ دُنْيَاهُ لَمْ يَعْمَلْ بِمَا يُرْضِي
8/ 8/ 1437 هـ
لَيْسَ النَّعِـيْـمُ سَيَسْتَـمِــرُّ ** مَدَى الْحَيَاةِ الْفَانِيَهْ
كَلَّا وَلَا الرُّوْحُ السَّعِيْدَةُ ** تَسْتَمِرُّ كَمَـا هِـيَـهْ
دُنْــيَـــاكَ ظِـلٌّ زَائِـــلٌ ** وَالنَّاسُ فِيْهَا لَاهِيَهْ
فَاعْـمَـلْ لِيَـوْمِ الْمُلْتَـقَـى ** قَبْلَ انْتِهَاءِ الْعَافِيَـهْ
9/ 8/ 1437 هـ
عَلَّمْتُهُ الشِّعْـرَ حَتَـى قَــالَ قَـافِـيَـةً ** وَكَــمْ بَـرَيْــتُ لِهَــذَا الْخِــلِّ أَقْلاَمَـا
وَكُلَّ يَوْمٍ أَرَى الْمَحْبُوْبَ مُرْتَقِيًـا ** إِلَى ذُرَى الْمَجْـدِ حَتَّى نَـالَ أَرْقَامَا
فَـجِئْتُــهُ حَـامِــلًا شِـعْـــرًا أُهَنِّـئُـهُ ** فَـصَعَّــرَ الْخَـدَّ حَتَّـى أَنْـفُــهُ قَـامَا
خَشِيْتُ بَعْدَ عَبُوسِ الْوَجْهِ يَصْفَعُنِـيْ ** فَـقَــدْ تَحَـوَّلَ عِفْـرِيْتًـا وَطِمْطَـامَــا
10/ 8/ 1437 هـ
سُبْحَانَـهُ خَلَـقَ الْعِبَـادَ لِيَعْبُـدُوا ** وَدَحَـى لَهُـمْ أَرْضَ الْحَيَـاةِ وَأَسَّسَ
أَعْطَى لَنَـا نِعَمًـا تَفُـوقُ خَيَالَنَا ** وَانْظُـرْ إِلَى الصُّبْـحِ الْمُنِيْـرِ تَنَفَّسَ
وَالشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ مُضِيْئَةٌ ** وَاللَّيْلُ بَعْدَ غُرُوبِ شَمْسٍ عَسْعَسَ
نِعَمٌ تَوَالَتْ لَيْسَ يُحْصَـى عَدُّهَـا ** فَاشْكُرْ لِرَبِّكَ وَاحْتَـرِسْ أَنْ تَخْنَسَ
11/ 8/ 1437 هـ
إِخْتَرْ صَدِيْقًا صَدُوقًا يَرْتَـدِي الْخُلُـقَ ** وَدَعْ صَدِيْقًـا كَذُوبًـا يَعْشَقُ الْمَلَقَ
وَمَنْ تَسَرَّعَ فَاخْتَارَ الصَّدِيقَ ضُحًى ** قَـبْـلَ اخْتِبَـارٍ سَيُمْسِي لَـيْـلَـهُ قَلِقَـا
غِشًّا سَيَلْقَـى وَزُورًا لَـوْنُـهُ كَــدَرٌ ** وَجُمْـلَـةً مِنْ حَـدِيـثٍ لَيْسَ مُتَّسِقَـا
فَاحْذَرْ فَأَنْتَ عَلَى دِيْنِ الْخَلِيلِ وَلَـوْ ** أَضَحَى الْخَلِيلُ بِنَارِ الْخِزْيِ مُحْتَرِقَا
12/ 8/ 1437 هـ
مِـائَـةٌ بِـأَكْـمَـلِهَـا أَتَـتْ مُتَتَـالِـيَـهْ ** دَرَجَـاتُ زَيْدٍ يَا لِرُوحٍ سَامِيَهْ
وَأَرَاهُ يَلْعَـبُ فِي الْأَزِقَّــةِ تَــارَةً ** وَإِذَا تَقَـاعَسَ نَامَ نَوْمَ الْعَافِيَهْ
فَأَجَـابَ زَيْـدٌ كُنْتُ أَنْظُرُ فَجْأَةً ** فِي أَسْطُـرٍ وَلَهَا مَعَـانٍ خَافِيَهْ
فَأَتَى السُّؤَالُ مِنَ السُّطُورِ كَصُدْفَةٍ ** رَفَعَتْ مَقَامِي قُلْتُ فَانْظُرْ ثَانِيَهْ
13/ 8/ 1437 هـ
اللَّحْـنُ أَسْوَأُ مَـا يَـكُـونُ ** مِنَ الْمُعَلِّـمِ فِي اللُّغَـهْ
وَأَشَدُّ قُبْـحًـا أَنْ تَـرَى ** شَيْخًا سَخِيْفًا إِمَّـعَــهْ
وَرَأَيْتُ طُلَّابَ الْعُلُومِ ** كَأَنَّـهُـمْ فِي مَـعْـمَـعَــهْ
الْبَعْضُ فَرَّ مِنَ الدُّرُوسِ ** وَبَعْضُهُمْ دَرْدِشْ مَعَهْ
14/ 8/ 1437 هـ
أَتَعْـلَـمُ يَا زَيْـدُ أَنَّ الدُّنَـا ** عَـدُوٌّ تَزَيَّـا بِـزِيِّ الْحَـبِـيـبْ
وَأَنَّ الدُّنَا مِثْلُ ظِلٍّ يَزُولُ ** وَأَنَّكَ فَيْهَا كَضَيْـفٍ غَـرِيبْ
فَفَكِّرْ بِأُخْرَى فَتِلْكَ الْحَيَـاةُ ** وَلَا مَوْتَ يَغْزُو أَبًا أَوْ قَرِيبْ
وَأَمَّا النَّعِيْمُ فَيَزْدَادُ دَوْمًا ** وَلَمْ يَنْعَـدِمْ خَيْرُهَـا أَوْ يَغِيبْ
15/ 8/ 1437 هـ
شَذَا وَرْدٍ يَفُوحُ وَعِطْرُ عُودِ ** وَأَيَّـــامٌ تُـنِـيــرُ كَـيَــومِ عِـيْـــدِ
فَبُشْرَاكُمْ بَنِـي الْإِسْلَامِ طُـرًّا ** بِشَهْرِ الْجُـودِ وَالْوَجْـهِ السَّعِيْـدِ
فَـكَـمْ للهِ مِنْ نَفَحَـاتِ خَيْـرٍ ** تُـلَاحِــقُ كُـلَّ ذِي رَأْيٍ سَدِيْــدِ
وَمَنْ لَجَأُوا إِلَى الْمَوْلَى بِقَلْبٍ ** خُشْوعٍ فِي الرُّكُوعِ وَفِي السُّجُودِ
16/ 8/ 1437 هـ
أَهْلًا بِشَهْرِ التُّقَى وَالْكَـرَمْ ** شَهْرِ التَّرَاوِيحِ شَهْرِ الْقِيَـمْ
أَتَى مَنْ يُبَشِّرُنَـا بِالْقُـدُومِ ** كَمَا جَاءَ يَعْقُوبَ مُنْذُ الْقِدَمْ
قُلُوبُ الْمُحِبِّينَ فِي لَوْعَةٍ ** وَشِدَّةِ شَوْقٍ لِشَهْرِ النِّعَـمْ
فَأَهْلًا وَسَهْلًا بِشَهْرِ الصِّيَامِ ** وَشَهْرِ التِّلَاوَةِ شَهْرِ الْحِكَـمْ
17/ 8/ 1437 هـ
رَمَضَانُ يَا رَمَضَانُ يَا رَمَضَانُ ** أَنْتَ الْمُنَى فِي صَوْمِكَ الْغُفْرَانُ
يَا مِنْـحَـةَ الْغَـفَّـارِ جَــلَّ جَــلَالُـهُ ** يَا مِـنْـحَـةً فِي طَـيِّهَا الْإِحْسَانُ
فِيكَ الذُّنُوبُ لِمَنْ يَتُوبُ تَضَاءَلَتْ ** وَالنُّورُ أَشْرَقَ وَاخْتَفَى الشَّيْطَانُ
أَهْلًا بِشَهْرِ الصَّوْمِ مَرَحًا بِالتُّقَى ** فِي شَهْرِكُمْ أَمْنُ الْوَرَى وَأَمَـانُ
18/ 8/ 1437 هـ
تَـهَـيَّـأْ لِصَـوْمٍ غَـدَاةَ الصِّـيَــامْ ** وَتُبْ تَوْبَةً وَاجْتَهِدْ فِي الْمَرَامْ
وَخَلِّ الطَّرِيْقَ كَشَمْسِ الضُّـحَى ** فَشَهْرُ الصِّيَامِ عَظِيْمُ الْمَقَـامْ
وَدَاوِي الذُّنُوبَ بِصِدْقِ الْمَتَابْ ** وَطُولِ السُّجُودِ وَطُولِ الْقِيَامْ
فَمَـنْ حُـرِمَ الْخَيْرَ وَاحَسْرَتَاهْ ** وَمَنْ فَازَ نَالَ الرِّضَا وَالسَّلَامْ
19/ 8/ 1437 هـ
خَلِّ اللِّسَانَ بِحَبْلِ الذِّكْـرِ مَوْثُوقَا ** وَالْفِكْـرُ مِنْ هُـوَّةِ الْأَهْـوَاءِ مَعْـتُـوقَـا
وَكُنْ كَأَنَّكَ فِي نَادِي التَّوَاضُعِ لَمْ ** تَرْضَ الْفِخَارَ وَمَا اسْتَصْغَرْتَ مَخْلُوقَا
وَاسْهَرْ لِنَيْلِ الْعُلَى فَالْعِلْمُ مَنْقَبَـةٌ ** فَـوْقَ الْمَنَاقِـبِ لَيْسَ الْعِلْـمُ مَسْبُوقَـا
وَالصَّبْرُ لَيْسَ لَهُ نِـدٌّ يُنَازِعُـهُ ** فِي فَضْلِهِ وَاجْتَنِـبْ زُورًا وَتَلْفِيـقَـا
20/ 8/ 1437 هـ
أَيَا صَاحِ فَاسْعَدْ شَهْرُ صَوْمِكَ أَشْرَقَا ** فَأَكْرِمْ بِهِ إِنْ زَارَ كَالْمُزْنِ أَغْدَقَا
فَكَـمْ صَـائِـمٍ نَـالَ السَّعَـادَةَ مِنْحَـةً ** مِنَ اللهِ فِي شَهْـرٍ بَـدَا مُتَأَلِّقَـا
وَكَـمْ تَائِـبٍ هَبَّـتْ نَسَائِـمُ رَحْـمَـةٍ ** فَأَصْبَحَ فِي جَـوِّ السُّرُورِ مُحَلِّقَـا
وَإِبْلِيسُ فِي كَهْـفِ الْعُتَـاةِ مُصَفَّـدٌ ** فَسُبْحَانَ مَنْ شَدَّ الْقُيُـودَ وَأَوْثَقَـا
21/ 8/ 1437 هـ
عَجِبْتُ مِنْ أُمَّـةٍ أَحْلَامُهَا التَّـرَفُ ** فِي شَهْرِ صَوْمٍ كَأَنَّ الْأَكْلَ مُعْتَكَفُ
فَكَـمْ صُـنُـوفٍ وَأَشْكَـالٍ وَآنِـيَـةٍ ** بَـدَتْ بِرَوْنَقِهَـا وَاللَّـوْنُ مُخْتَلِـفُ
وَالسُّوقُ مُزْدَحِمٌ فِي كُـلِّ ثَانِيَةٍ ** كَأَنَّهُ مُـتْـحَـفٌ فِـي طَـيِّـهِ تُحَـفُ
أَيْنَ اعْتِكَافُكَ أَيْنَ الذِّكْرُ كَمْ ذَرَفَتْ ** عَيْنَاكَ دَمْعًا وَنَبْضُ الْقَلْبِ يَرْتَجِفُ
22/ 8/ 1437 هـ
الشُّكْــرُ للهِ يَــزْدَادُ النَّـعِــيْـــمُ بِـهِ ** فَاشْكُرْ إِلهَكَ دَوْمًا وَاخْفِضِ الرَّاسَا
وَالشُّكْرُ لِلنَّاسِ مَطْلُـوبٌ فَكُـنْ فَطِنًـا ** لَا يَشْكُرِ اللهَ مَنْ لا يَشْكُـرِ النَّـاسَ
دَعِ الـتَّـكَـبُّـــرَ لَا تَـلْبَسْ عِـمَـامَـتَــهُ ** وَلَا تَكُنْ فِي نَـوَادِي الْقَـوْمِ عَبَّاسَا
وَأَرْذَلُ الْفِعْلِ بَلْ جُـرْمٌ وَمَنْقَـصَـةٌ ** إِذَا أَسَأْتَ لِمَنْ أَسْدَى وَمَنْ وَاسَى
23/ 8/ 1437 هـ
رَبَّاهُ عَبْـدُكَ بَيْنَ اللَّهْـوِ مُنْغَمِسُ ** وَمَنْ عَصَـاكَ إِلهَ الْعَـرْشِ يَنْتَكِسُ
وَأَنْتَ يَا رَبِّ كَمْ أَوْلَيْتَنَا مِنَحًا ** فِي شَهْرِ صَوْمٍ وَمِنْكَ الْعَفْـوَ نَلْتَمِسُ
فَجُدْ بِعَفْوِكَ إِنِّي تُبْتُ مِنْ زَلَلٍ ** وَالدَّمْعُ مِنْ خَجَلٍ فِي الْعَيْنِ مُنْحَبِسُ
وَلَيْسَ لِلعَبْـدِ إِلَّا أَنْتَ إِنْ لَعِبَـتْ ** بِهِ الْوَسَاوِسُ وَانْهَـارَتْ بِـهِ الْأُسُسُ
24/ 8/ 1437 هـ
الشَّهْرُ مِنْ شُرُفَاتِ الْبَلْـدَةِ اقْتَرَبَـا ** شَهْرُ الصِّيَامِ حَلِيفُ الْخَيرِ مُذْ وَجَبَا
فَكَمْ وَكَمْ أُمَّةٍ شَدُّوا مَـآزِرَهُـمْ ** قَبْلَ اللِّقَاءِ وَكَمْ مِنْ مُذْنِبٍ وَثَبَـا
لِأَنَّ رَحْمَةَ رَبِّ الْعَرْشِ حَاضِرَةٌ ** لِمَنْ أَنَابَ إِلَى الرَّحْمنِ وَانْتَحَبَـا
وَلَيْسَ يُحْـرَمُ إِلَّا خَـاسِرٌ بَـطِـرٌ ** نَادَاهُ ذُو الْمَنِّ تُبْ مِنْ زَلَّةٍ فَأَبَى
25/ 8/ 1437 هـ
الشَّهْرُ أَقْبَلَ كَمْ فِي الشَّهْرِ مِنْ نِعَـمِ ** شَهْرِ الصِّيَامِ رَفِيْعِ الْقَدْرِ فِي الْأُمَمِ
يَا مَنْ طَغَى وَبَغَى وَالذَّنْـبُ يُثْقِلُـهُ ** أَتَـاكَ شَهْـرٌ وَفِيهِ الْعَـفْـوُ كَالدِّيَـمِ
فَارْجِعْ إِلَى اللهِ فِي سَرٍّ وَفِي عَلَنٍ ** وَارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى الرَّحْمـنِ وَاسْتَقِمِ
فَإِنْ نَدِمْـتَ وَدَمْـعُ الْعَيْنِ مُنْهَمِـرٌ ** خَوْفًا مِنَ اللهِ لَمْ تُحْـرَمْ مِنَ الْكَـرَمِ
26/ 8/ 1437 هـ
أَقْسَمْتَ أَنَّكَ فِي الْكِتَابَةِ مُلْهَـمُ ** وَأَرَاكَ فِي كُلِّ الْمَحَـاوِرِ تُقْسِمُ
فَلِمَ الْيَمِيْنُ وَمَا هُنَالِكَ حَاكِمٌ ** طَلَبَ الْيَمِينَ وَلَا مُكَذِّبَ يُرْغِمُ
فَاللهُ أَصْبَحَ عُرْضَةً لَيَمِينِكُـمْ ** وَالنَّهْيُ مَـوجُـودٌ فَلَيْتَـكَ تَفْـهَـمُ
لَا تَحْلِفَنَّ وَلَا تَكُنْ مُتَهَـوِّرًا ** خَوْفَ الْعِقَابِ وَكُنْ كَأَنَّكَ أَبْكَمُ
27/ 8/ 1437 هـ
خَلِّ الثَّرَاءَ مَعَ التَّوَاضُعِ تَوْأَمَا ** سَتَرَى عُلُوًّا فِي الْحَيَاةِ وَأَنْعُمَا
وَدَعِ التَّكَبُّرَ وَالْعُتُوَّ فَكَـمْ طَغَـى ** عَاتٍ فَأَضْحَى لِلْمَذَلَّةِ مَغْنَمَـا
وَاعْمَلْ لِيَوْمِ غَـدٍ فَلَسْتَ مُخَلَّـدًا ** فَالْمَوْتُ حَقٌّ فَاصْطَنِعْ لَكَ سُلَّمَا
تَنْجُو بِهِ يَومَ الزِّحَامِ وَمَنْ أَبَـى ** لَمْ يَنْجُ مِنْ نَارِ الشَّقَاوَةِ وَالْعَمَى
28/ 8/ 1437 هـ
حُبُّ التَّأَنِّي نَجَاحُ الْمَرْءِ فِي الْعَمَلِ ** وَمَنْ تَعَجَّـلَ لَـمْ يَسْلَـمْ مِنَ الزَّلَـلِ
وَمَنْ تَصَـرَّفَ بِالْحُسْنَى بِلَا عَـجَـلٍ ** كَانَتْ نَتَـائِجُـهُ أَحْلَـى مِـنَ الْعَسَلِ
وَالصَّبْـرُ مَنْقَبَةٌ فِـي طَيِّـهِ ظَفَـرٌ ** فَاصْبِرْ تَفُزْ بَعْدَ طِيبِ الصَّبْرِ بِالْأَمَلِ
وَهَلْ شَكَى صَابِرٌ يَومًا نَتَائِجَهُ ** كَمَا شَكَى عَجِـلٌ مِنْ صَفْعَةِ الْعَجَـلِ
29/ 8/ 1437 هـ
الْعِلْمُ يَحْتَاجُ صَبْرَ الْفَارِسِ الْفَطِنِ ** وَلَنْ يَنَالَ الْعُلَى مَنْ بَاتَ فِي وَهَنِ
وَالْعِلْمُ دَرْبٌ مُنِيْـرٌ لَيْسَ يُـدْرِكُـهُ ** إِلَّا أُولُوا قُوَّةٍ فِي الْعَـزْمِ لَا الْبَـدَنِ
فَسِرْ حَثِيْثًـا إِلَى الْعَلْيَـاءِ مُـرْتَقِيًـا ** وَمَنْ أَبَى قَـادَهُ إِبْلِيسُ بِالـرَّسَنِ
وَالْعِلْمُ نُورٌ يُنِيْرُ الْفِكْرَ فَارْتَشِفُـوا ** مِنْ حَوْضِهِ فَحِيَاضُ الْعِلْمِ كَالْمُزُنِ
* * * * * * * * * * *