شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
شَوْقِـيْ أَصَبْتَ وَقُلْتَ أَصْدَقُ قِيْـلا ** كَـادَ الْمُعَلِّـمُ أَنْ يَـكُـوْنَ رَسُـوْلا
مَنْ عَلَّمَ الطُّلاَبَ شِـرْعَـةَ أَحْـمَــدٍ ** كَانَ الْهُدَى نَهْجًـا لَهُـمْ وَسَبِيْـلا
فِـقْـــهٌ وَتَـفْسِيْــرٌ وَدَرْسُ ثَـقَــافَـــةٍ ** لَـمْ يَـعْـرِفُـوا رَقْـصًـا وَلا تَمْثِيْـلا
دَرَسُوا أُصُوْلَ الدِّيْنِ وَاشْتَغَلُـوا بِهَا ** حَفِظُـوا الْكِتَـابَ وَرَتَّـلُـوا تَـرْتِيْـلا
إِنَّ الْمُـعَـلِّــمَ كَــوْكَــبٌ مُـتَــأَلِّـــقٌ ** يَهْـدِي الْحَيَارَى كَمْ أَنَـارَ عُقُـوْلا
شَـوْقِـيْ زَمَـانُـكَ مُشْـرِقٌ بِثَـقَـافَــةٍ ** فَتَـرَى احْتِـرَامًا فِي الأَنَامِ جَلِيْـلا
لَـكَ مِنْبَـرٌ فَـوْقَ الْمَنَابِـرِ شَامِــخٌ ** فَـاصْعَـدْ فَلَسْتَ كَمِثْلِنَـا مَخْـذُوْلا
عَلَّمْتَ دِيْنًــا فَـاسْتَقَـامَـتْ أَنْـفُــسٌ ** خَضَعَـتْ لِبَارِيْهَـا وَكُنْتَ دَلِيْـلا
أَرْوَاحُهُـمْ تَرْقَى إِلَى قِمَـمِ الْعُــلا ** وَالْفِكْـرُ يَمْضِـيْ بِالْهُدَى مَصْقُـوْلا
أَمَّـا زَمَـانِـي فَالْعُلُــوْمُ تَنَـوَّعَــتْ ** وَتَبَعْثَرَتْ عَرْضًـا وَتَـذْهَبُ طُـوْلا
جَنَحَتْ بِلُبِّ قُلُوْبِنَـا وَهَوَتْ بِهَـا ** نَـحْـوَ التَّقَهْقُـرِ نَعْشَـقُ التَّـدْجِيْـلا
حَتَّى أَتَـى الْحَـادِيْ فَـأَنْشَـدَ بَيْنَنَـا ** أُنْشُـوْدَةً عَـكْـسَ الْقُـرُوْنِ الأُوْلَـى
نَـمْ يَـا مُعَلِّمُ قَدْ سَهِرْتَ طَوِيْـلا ** فَالنَّـوْمُ عَنْ دَرْسِ الصَّبَـاحِ بَـدِيْـلا
نَـمْ يَـا مُعَلِّمُ لَسْتَ وَحْدَكَ مُهْمِـلاً ** بَلْ أَنْتَ أَعْظَـمُ مَنْ عَـرَفْتُ كَسُـوْلا
للهِ دَرُّكَ مَــا تَــرَكْــتَ ثَـاوَانِـيًــا ** لِلـدَّرْسِ فِيْ فَصْـلٍ يَـمُــرُّ نَبِـيْـلا
طُـلاَّبُ فَصْـلِكَ يَنْتَمُــوْنَ لِفِـرْقَــةِ ** الـدُّخَّـانِ وَالشَّطْرَنْــجِ وَالْكَـاكُـوْلا
وَالْبَعْضُ مُنْحَـازٌ لِفِـرْقَـةِ طَـائِـشٍ ** فِي الْقَفْـزِ وَالْجُمْبَـازِ لَسْتَ جَهُـوْلا
كَــمْ مِـنْ صَغِيْـرٍ قُدْتَــهُ بِلَطَافَــةٍ ** نَحْــوَ اللُّـهَـى عَلَّمْـتَــهُ التَّـضْلِيْـلا
كَـمْ مِـنْ صَغِيْرٍ صُغْتَـهُ كَقَصِيْـدَةٍ ** تَهْجُـوْ بِـهِ جِيْـلاً وَتَمْـدَحُ جِـيْـلا
طُـلاَّبُ فَصْـلِكَ يَسْبَحُـوْنَ بِـغَـفْـلَـةٍ ** لَـمْ يَعْـرِفُـوا التَّـوْقِـيْـرَ وَالتَّبْجِـيْـلا
لَمَّا حَـدَا الْحَـادِيْ بِصَـوْتٍ نَـاعِـمٍ ** وَالصَّوْتُ مِنْ حَادِي الْجِمَالِ جَمِيْلا
قُـــمْ لِلْمُـعَـلِّــمِ وَفِّــهِ التَّبْـجِـيْــلا ** رَشَـقُــوْهُ نَـبْــلاً فَـارَقُــوْهُ قَـتِـيــلا
عَـلِّـمْ صِغَـارَكَ سُـنَّـةً وَشَـرِيْعَـةً ** تَجِـدِ احْتِـرَامًـا لَـمْ تَجِـدْ تَنْكِـيْـلا
فَالدِّيْنُ يَرْقَى بِالنُّفُـوْسِ إِلَى الْعُـلا ** وَيَـزِيْـحُ عَنْـهَـا الْجَهْــلَ وَالتَّدْلِيْـلا
سُبْـحَـانَـكَ اللَّهُـمَّ فَـارْحَـمْ ضَعْفَنَـا ** وَاجْعَـلْ دُعَـانَـا رَبَّـنَــا مَـقْـبُــوْلا
* * * * * * * * * * *