شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
أَيْنَ الشَّبَابُ وَأَيْنَ اللَّهْوُ وَاللَّعِـبُ ** أَيْنَ الصِّحَابُ وَأَيْنَ الْجِدُّ وَالطَّلَبُ
أَيْنَ التًّنُزَّهُ فِي سَاحَاتِ مُنْتَــزَهٍ ** وَأَيْنَ دَهْـرٌ مَضَى فِي طَيِّهِ الْعَجَبُ
مَا بَالُ شَعْرِكَ مُبْيَضٌّ فَهَلْ ذَبَلَتْ ** أَغْصَانُهُ الْغُرُّ أَمْ حَفَّـتْ بِهِ النُّـوَبُ
أَرَاكَ تَعْـرُجُ وَالْأَعْضَاءُ وَاهِيَةٌ ** وَغَابَ عَنْ مُقْلَتَيْكَ الْبَدْرُ وَالشُّهُبُ
فَقَالَ وَالدَّمْعُ فِي عَيْنَيْهِ مُنْحَـدِرٌ ** تِلْكَ الـدُّنَـا عُنْصُـرٌ آفَاتُهُ الْكَــذِبُ
غِشٌّ زَخَارِفُهَــا سُـمٌّ عُـذُوْبَتُهَـا ** كَمْ طَاحَ عَاشِقُهَـا وَانْتَابَـهُ النَّصَبُ
ذُلٌّ مَحَـبَّـتُهَـا شُـؤْمٌ صَدَاقَتُـهَـا ** فَاحْذَرْ غِوَايَتَهَا كُنْـهُ الدُّنَـا كُـرَبُ
مَا دَامَ قَطُّ جَمَالُ الْحَـالِ أَوْ بَقِيَـتْ ** حَــالٌ بِلَا كَــدَرٍ كَالْقَلْبِ تَنْقَلِـبُ
فَدَعْ هَوَاهَا وَخَلِّ الرُّوْحَ صَافِيَـةً ** مِنَ الشَّوَائِبِ إِنَّ الْمَوْتَ يَقْتَرِبُ
وَاعْبُدْ إِلهَـكَ أَخْلِصْ فِي عِبَادَتِـهِ ** وَخَلِّ دَمْعَكَ مِثْلَ الْمَـاءِ يَنْسَكِبُ
فَكَمْ وَلُوْعٍ بِهَـا صَاخَتْ قَوَائِمُهُ ** وَآخِرُ الْعُمْرِ مِثْلِي صَارَ يَنْتَحِبُ
* * * * * * * * * * *