شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
لِلَّهِ دَرُّ ذَوِي التَّـفْكِـيْـــرِ وَالْعِـبَــرِ ** بِدِقَّـةٍ بَـحَثُوْا فِي الْكَـوْنِ فِي الْبَشَرِ
وَرَاجَعُــوْا أَنْفُسًـا ضَلَّـتْ بِـرُمَّتِهَـا ** إِلَى الصَّوَابِ بِصِدْقِ الْقَوْلِ فِي الْخَبَرِ
وَأَفْحَمُوْا كُـلَّ مَـنْ يَرْجُوْا مُعَـانَـدَةً ** دَلِيْــلَ عَقْــلٍ مَـعَ الآيَـاتِ وَالسُّـوَرِ
حَتَّـى أَقَـرُّوْا بِــأَنَّ اللَّـهَ مُوْجِدَهُـمْ ** إِقْـرَارَ صِدْقٍ بِمَـا أَبْدَوْهُ مِنْ نَظَـرِ
إِلاَّ الأُولَى مَرَقُوْا كَالسَّهْمِ حِيْنَ مَضَى ** تَــاللهِ إِنَّهُمُــوا فِـيْ مُعْظَــمِ الْخَطَـرِ
خُـذُوا قَوَاعِدَهُـمْ فِيْهَا تَـرَوْا عَجَبًـا ** أَوِاسْمَعُـوا خَبَرًا مِـنْ أَصْدَقِ الْخَبَـرِ
فَمَـا رَأَيْتَ هُـوَ الْمَوْجُودُ مِـنْ عَـدَمٍ ** وَعَـكْسُــهُ عَــدَمٌ بَــلْ كُــلُّ مُسْتَتِــرِ
وَهَـكَــذَا حَكَمُــوْا أَنْ لا إِلَـهَ وَلا ** مُـدَبِّرًا آمِـرًا فِـي الْكَــوْنِ ذَا ظَفَـرِ
فَاصْغِ وَكُـنْ فَطِنًا وَانْظُـرْ عُقُوْلَهُـمُ ** إِنْ لَمْ تَرَاهَا فَهُـمْ فِي الْجَهْلِ كَالْبَقَرِ
أَوِ الطَّبِيْعَــةُ قَـالُـوْا أَصْــلُ خِلْقَتِنَـا ** فَقُلْـتُ خَلُّـوْا سَبِيْـلَ الْكَـاشِحِ الأَشِـرِ
أَعْمَى الْبَصِيْرَةِ مَحْرُوْمَ الشُّعُوْرِ فَلا ** يَعِيْ كَلامًا وَلا يُبْدِيْ سِـوَى الْهَذَرِ
هَـلا تَـأَمَّـلَ مَـا فِـي الْكَــوْنِ أَجْمَعِهِ ** وَمَــنْ يُسَيِّـرُهُ إِنْ كَــانَ ذَا بَصَــرِ
مَنِ الَّذِيْ مَـرَجَ الْبَحْـرَيْنِ فَالْتَقَيَــا ** عَـذْبٌ فُـرَاتٌ وَمِلْــحٌ طَيِّـبُ الأَثَــرِ
وَالْمُـزْنُ مُثْقَلَةٌ بِالْمَـاءِ لَـوْ أُمِـرَتْ ** سَقَتْ رِيَاضًا وَفَاضَ الْمَاءُ فِي الْمَدَرِ
مَـنِ الَّـذِيْ قَادَهَـا حَتَّى أَتَتْ بَلَـدًا ** مُسْتَوْحِشًا قَاحِـلاً مِـنْ قِلَّـةِ الْمَطَــرِ
فَأَمْطَرَتْ مَاءَهَا وَالأَرْضُ مُجْدِبَةٌ ** فاخضرَّ عُودٌ وَغَنَّى الطَّيْرُ فِي الشَّجَرِ
وَاللَّيْـــلُ أَكْبَـــرُ آيَــاتٍ مُـدَلِّـلَــةً ** عَـلَى وُجُــوْدِ عَظِيْـمِ الشَّأْنِ مُقْتَـدِرِ
وَكَوْكَبُ الصُّبْحِ عَمَّ الأَرْضَ مِنْهُ سَنًا ** سُبْحَـانَ مَـنْ زَانَـهُ وَاللَّيْــلَ بِالْقَمَـرِ
* * * * * * * * * * *