شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
عَصْـرٌ تَكَــاثَـرَ فِيهِ الْحِقْـدُ وَالْحَسَـدُ ** وَالْكِبْرُ هَبَّ وَقَـلَّ الصَّبْرُ وَالْجَلَـدُ
وَالْحُبُّ لِلْمَالِ أَنْسَى النَّــاسَ وَاجِبَهُـمْ ** فَهُــمْ هِيَـامٌ بِـمَــالٍ جَمْعُـهُ نَـكَـــدُ
فَـمَا نَرى فِيْ صَلاَةِ النَّاسِ مِنْ رَجُـلٍ ** بَكَى خُشُوعًـا فَغَطَّـى قَلْبُهُ الْكَمَــدُ
وَلاَ سَمِعْنَـا أَنِيْـنَ الْقَـــوْمِ إِنْ تُـلِيَـتْ ** عِظَاتُ ذِكْرٍ تَلاهَا الْجَـدُّ وَالْـوَلَـدُ
وَلاَزَكَــــاةَ تُــــؤَدَّى دُوْنَ وَاسِـطَــــةٍ ** مِـنَ الأَكَابِرِ كَـي يَبَقَى لَـنَـا السَّنَـدُ
وَطَالِـبُ الْعِلْـمِ أَضْحَـى لَيْسَ مَطْلَبُـهُ ** إِلاَّ الشَّهَـــادَةَ يُعْـطَـاهَــا وَيَـبْتَعِـدُ
فَـكُــلُّ أَوقَـــاتِـهِ لَـهْــــوٌ وَمَسْـخَـــرَةٌ ** وَالامْـتِحَـانُ إِذَا مَـاجَــاءَ يَجْـتَهِــدُ
فَحَسْبِيَ اللهُ مِـنْ عَصْرٍ سَمَا وَعَـلاَ ** فِيْـهِ التَّفَـاخُـرُ وَانْـقَـادَتْ لَهُ الْبَلَـدُ
فَيَـــا بَنِــي الْعَـــمِّ مَـالدُّنْيَـــا بِبَاقِيَــةٍ ** لأَيِّ حَــيٍّ وَيَبْقَـى الوَاحِــدُ الأَحَـدُ
وَالْمَــوْتُ زَائِرُكُــمْ لاَشَـكَّ فَانْتَبِهُــوا ** وَحَاسِبُــوا النَّفْـسَ إِنَّ النَّـارَ تَتَّقِـدُ
وَالْحِقْـــدُ يَغْـرِسُـهُ الشَّيْـطَــانُ بَيْنَكُـمُ ** كَـذَلِكَ الْحَمَــقُ الْمَـذْمُـومُ وَالْحَسَـدُ
فَجَنِّبُـوا النَّفْسَ دَاءَ الظُّلْــمِ وَابْتَعِدُوا ** عَنِ الدَّنَاءَاتِ وَأْتُوا الْخَيْرَ وَاجْتَهِـدُوا
وَلاَزِمُوا الصِّدْقَ وَالإِخْلاَصَ فِي عَمَلٍ ** وَهَـذِّبُوا النَّفْسَ بِالأَخْلاَقِ وَاقْتَصِدُوا
فَإِنَّمَــا الأُمَـــمُ الأَخْــلاَقُ مَـا بَقِيَـتْ ** فَـإِنْ هُمُوا نَفَدَتْ أَخْلاَقُهُــمْ نَفَـدُوا
* * * * * * * * * * *