شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
لِلّـهِ مِـنْ سَيٍّــدٍ كَـالْغُصْـنِ مَيَّــــاسِ ** شَبَـابُـهُ الْغَــضُّ وَضَّــاءٌ كَنِبْــرَاسِ
مُتَــوَّجٌ بِـالسَّنَــا وَالْـحُسْــنِ ذُوْ أَدَبٍ ** مُهَذَّبُ الطَّبْـعِ كَمْ يَحْنُوْ عَلَى النَّاسِ
يَــدَاهُ يَبْسُطُهَـا لِلضَّيْـفِ مِـنْ كَــرَمٍ ** وَمَـا تَقَـاعَـسَ عَـنْ بَـذْلٍ لِجُـلاسِ
يَـذُوْدُ عَـنْ سُنَــنِ الْمُخْتَــارِ مُنْتَقِيًـا ** دَرْبَ الْهُـدَى غَيْـرَ مَيَّـالٍ لِوَسْــوَاسِ
رَمَـتْ إِلَيْــهِ يَـدُ الدَّهْمَــاءِ دَاهِيَــــةً ** أُصِيْـبَ فيْهَـا بِــأَسْـقَــامٍ وَإِفْــــلاسِ
وَزَلْزَلَتْــهُ يَـدُ الأَيَّــامِ وَاسْتَلَـبَــتْ ** زَهْرَ الشَّبابِ وَهَدَّتْ عَظْمَهُ الرَّاسِيْ
فَـآبَ يَحْتَضِـنُ الأَوْهَـامَ مُمْتَطِيًـا ** مُهْرَ الْوَنَى لابِسًا ثَوْبَ الْوَهَى الْقَاِسيْ
فَجِئْتُــهُ زَائِــرًا وَالـدَّمْـــعُ مُنْهَـمِــلٌ ** وَالْحُــزْنُ وَرَّثَنِـيْ ضَعْفًــا بِـأَنْفَـاِسـيْ
أَشَارَ نَحْـوِيْ بِطَـرْفٍ فَاتِــرٍ سَئِــمٍ ** وَاغْـرَوْرَقَـتْ بِدُمُــوْعٍ عَيْـنُ عَبَّــاسِ
وَقَـالَ سَطِّـرْ لِمَـا أُمْلِيْـهِ مِـنْ عِبَـرٍ ** تَــدُوْرُ بَيْــنَ بَنِــي الـدُّنْيَـــا كَحُـرَّاسِ
بَــدَأَتُ أَكْـتُــبُ أَشْعَـــارًا مُكَلَّلَـــةً ** بِتَــاجِ صِــدْقٍ وَإِخْــلاَصٍ وَإِحْسَـاسِ
دَعِ الـتَّعَلُّــقَ بِـالـدُّنْيَـــا وَزِيْـنَتِـهَـــا ** فَلَيْــسَ فِـيْهَـــا سِـوَى هَــمٍّ وَإِتْـعَـاسِ
تَغَيُّــرٌ دَائِــمٌ لَـمْ تَبْـقَ فِي مَـــرَحٍ ** وَكَـمْ بَــدَتْ وَحْشَـةٌ مِـنْ بَعْـدِ إِيْنَـاسِ
وَمِحْنَـةٌ هَجَمَتْ كَالْغُـوْلِ وَاْنَتَهَبَتْ ** لَـذِيْــذَ عَيْـشٍ وَلَــمْ نَهْنَــأْ بِـأَعْـرَاسِ
مَخَالِبُ الْمَـوْتِ فِي الأَرْوَاحِ نَاشِبَةٌ ** وَلا مَـفَــــرَّ وَإِنْ لُــذْتُـمْ بِـأَتْـــرَاسِ
وَكَمْ تَمُـرُّ عَلَى الأَبْصَارِ مِنْ عِبَرٍ ** وَنَحْـنُ فِي مُنْتَدَى النِّسْيَـانِ وَالنَّـاسِيْ
* * * * * * * * * * *