شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
قِفَــا نَـأْكُلِ اللَّحْــمَ الطَّرِيَّ فَقَــدْ قُلِـيْ ** بِسَمْـنِ الْمَهَـا يَاصَاحِ دُونَكَ فَانْزِلِ
فَفِيْ يَمَـنٍ مِصْـرٌ طَـرِبْتُ لِذِكْـرِهَــا ** لِـحَـوْزَتِـهَــا طِيْبَ الشَّرَابِ وَمـأْكَـلِ
تَـرَى الْخُبْـزَ فِيَــهِ كَالأَهِلَّـــةِ وَضْعُـهُ ** وَتُـدْرِكُ رَيَّ الدُّخْنِ مِنْ بُعْـدِ أَمْيُـلِ
كَأَنِّــيْ غَـدَاةَ الْعِـيْـدِ يَومَ تَجَـمَّعُــوا ** لأَكْـلَــةِ رُزٍّ جَـابِــرُ بْــنُ مُـهَـلْـهِـلِ
جُلُوسًا مَعِـي صَحْبِيْ يَصِيْحُـونَ كُلُّهُمْ ** يَـقُولُـوْنَ يَازَعْـطَــانُ كُـلْ بِـتَمَـهُّـلِ
وَإِنَّ غِـذَائِيْ كِبْــدَةُ الْكَبْــشِ جُمْلَـةً ** فَهَـلْ عِنْـدَ خِـلٍّ مُفْلِسٍ مِنْ مُعَـوَّلِ
وَدَأْبِـيَ عِنْـدَ الأَكْــلِ أَعْتَـزِلُ الْـوَنَى ** وَهَـــلْ لّــذَّةٌ إلا بِـنَـكْـهَــةِ مَـعْــزِلِ
إِذَا قَرَّبُــوا لَحْمًـــا سَمِينًــا نَهَشْتُـهُ ** وِسِــرْتُ لَــهُ جَـارًا وَلـمْ أَتَـحَــوَّلِ
تَصِيْـحُ ضُيُـوفُ الــرُّزِّ مِنِّيْ تَـأَلُّمًـا ** عَلَى اللَّحْمِ يَاهَيْذَامُ فِيْ كُلِّ مَـحْفَـلِ
أَلارُبَّ يَـــوْمٍ قَـدْ أَكَـلْــتُ بِـفَـاقَـةِ ** وَلا سِيَّـمَـا يَوْمُ الضَّحَـايَـا بِمَـنْـزِلِـي
وَيَوْمًـا أَكَلْنَا عِنْـدَ جَـارِيْ دَجَاجَـةً ** فَيَـا عَجَبًـا مِـنْ طَبْــخِ لَحْـمٍ بِفُــلْفُـلِ
فَظَــلَّ بَنُوهُــمْ يُسْعِفُونِـــيْ بِلَحْمِهَـا ** كَــضَـيْـفٍ كَـرِيْـمٍ لَيْـسَ بِـالْـمُتَـطَـفِّـلِ
وَيَـوْمَ أَكَلْتُ الْكِتْفَ كِتْــفَ غُنَيْمَـةٍ ** فَصَاحَ ذَوُوا الْفَاقَـاتِ يَابْـنَ الأُهَيْـدِلِ
فَــقُـلْــتُ وَ قَــــدْ زَادَ الـصِّيَــــاحُ بِـحِـــدَّةٍ
خُذُوا الْكِرْشَ وَاغْزُوا الْرَّأْسَ وَاعْدُوا الِمِفْصَـلِ
وَقُلْـتُ لِشَـاةٍ حِيْــنَ قُمْـتُ بِذَبْحِـهَـا ** دَعِ الرَّفْـسَ لَيْسَ الْحِيْنُ حِيْنَ تَـدَلُّـلِ
فَمِثْلِكِ حُبْـلَــى قَــدْ ذَبَحْتُ وَمُرْضِـعٍ ** فَـأَلْـقَيْتُـهَـا فِي النَّــارِ دُونَ تَـمَهُّــلِ
إِذَا مَـا اشْتَوَتْ فَـوْرًا ظَفِرْتُ بِنِصْفِهَـا ** وَوَزَّعْـتُ نِصْـفًـا بَيْنَ أُسْـرَةِ أَهْـدَلِـي
وَيَوْمًـــا دَعَانِـي لِلضِّيَافَـــةِ صَـاحِــبٌ ** فَجِئْتُ فَمَـــا أَلْـفَيْــتُ غَيْـرَ سَفَـرْجَـلِ
أَصَــاحِبَ مَهْــلاً لَيْسَ هَـذَا بِمَـأْكَـــلٍ ** وَإِنْ كُنْــتَ مَـنَّـاعًـــا فَـلَـسْـتَ بِــأَوَّلِ
أَسَرَّكَ مِنِّــي أَنْ تَـرَانِــيَ سَــاخِطًــــا ** عَـــلَيْـــكَ لِـشُـــحٍّ فِـيْــكَ لَــمْ يَتَـبَـدَّلِ
فِإِنْ تَكُ لَـمْ تُحْضِـرْ مِـنَ اللَّحْـمِ قِطْعَـةً ** فَــخَــلِّ سَبِـيــلِـــي دُونَ أَيِّ تَـعَـلُّـــلِ
فَمَــا انْكَسَـرَتْ نَفْسِـيْ بِبَيْـتِ ضِيَـافَــةٍ ** عَلَــــى أَكْـلَــــةٍ إِلا بِـبَيْتِـــكَ وَاسْـأَلِ
وَلَيْلَــةِ عُـرْسٍ مَـــا أَلَــذَّ طَعَـامَــهَــا ** تَمَتَّعْــتُ بِالــرُّزِّ الْبُخَـارِي الْــمُفَضَّـلِ
تَجَــاوَزْتُ أَضْيَــافًــا إِلَيْــهِ وَمَعْشَــرًا ** تَـرَاهُــمْ طُفَيْلِيِّيْــنَ فِـيْ أَيِّ مَـحْــفَــلِ
وَمـا إِنْ تَجَلَّـى الصُّبْحُ حَتَّـى تَمَكَّنَـتْ ** رِفَـــاقٌ فَـقَـادُونِـيْ لِـمَسْجِــــدِ دَعْبَـــلِ
وَكَـانَ بِهِ دَرْسٌ عَـنِ الدِّيْـنِ وَالتُّـقَــى ** وَأَسْعَـفَنَـــا شَيْـــخٌ بِنُـصْــحٍ مُطَـــوَّلِ
فَقُلْـتُ لِنَفْسِـيْ وَالدُّمُـــوعُ غَـزِيْــرَةٌ ** أَنَفْسِـيْ مَتَـى عَنْكِ الْغِـوَايَــةُ تَنْجَـلِـيْ
فَحَتَــامَ لَـمْ تَسْمَـعْ لِقَـوْلَــةِ نَـاصِـحٍ ** وَلَـــمْ تَلْتَــزِمْ فِـي حَيِّـهَــا بِالـتَّحَـــوُّلِ
أمَــا آنَ أَنْ تَبْــدُوْ بِعِفَّــةِ صَـالِــحٍ ** وَعِيْـشَــةِ زُهَّـــادٍ وَقَـلْــــبٍ مُــغَسَّـــلِ
أمـا آنَ أَنْ تُنْهِي الْقَصَــائِدَ فِـي اللُّهَـى ** أَيَفْـخَــــرُ إِنْـسَـــانٌ بِـبِئْـــرٍ مُـعَطَّـــلِ
أَيَـانَفْسُ تُوبِـي مِـنْ مِكَـرٍّ إِلَى هَــوَىً ** وَفِـرِّيْ إِلَـى الْـمَوْلَــى بِتَوْبَـــةِ مُقْبِــــلِ
فِإِنِّ حَيَــاةَ الْمَـرْءِ كَالظِّــلِ زَائِــلٌ ** فَطُوبَـى لِـذِي عَقْــلٍ وَبِالْخَيْــرِ مُبْتَلِـي
وَصَلَّى إِلَــهُ الْعَرْشِ مَـاحَـنَّ جَـائِـــعٌ ** إِلَـى بَيْــتِ عُــرْسٍ أَوْ لأَكْــلٍ مُسَبَّــلِ
عَلَى الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارِ صَفْوَةِ هَاشِمٍ ** وَآلٍ وَأَصْـحَــابٍ جَــهَـابِــذَ كُــمَّـــــلِ
* * * * * * * * * * *