شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
الْعَيْـنُ تَـذْرِفُ وَالْفُــؤَادُ يَـذُوبُ ** وَالْحُـزْنُ يَنْأَى تَـارَةً وَيَـؤُوْبُ
وَلَكَمْ تَلَـوَّنَتِ الظُّـرُوفُ كَأَنَّهَـا ** حِـرْبَــاءُ لَيْـسَ لِلَـوْنِهَا تَرْتِيْبُ
يَـــوْمٌ تَــرَاهُ كَــأَنَّــهُ أُنْـشُــوْدَةٌ ** غَنَّتْ بِهَا عِنْدَ الصَّبَاحِ كُعُوبُ
وَتَمَايَـلَ الأَقْـوَامُ مِنْ نَغَمَـاتِهَـا ** وَالْكُلُّ مِنْ حُسْنِ السَّمَاعِ طَرُوْبُ
وَإِذَا بَآخَرَ مِثْـلُ وَحْشٍ كَـاسِـرٍ ** وَالْكُلُّ مِنْ يَـوْمِ الشّقَـاِء كَئِيْـبُ
لَمْ يَبْقَ فِي دَهْرِي لَيَالِيَ فَرْحَةٍ ** لَـمْ يَبْـقَ حُـزْنٌ إِنَّ ذَا لَعَجِـيْـبُ
أُنْظُرْ لأُمِّي كَيْـفَ شَتَّتَ شَمْلَهَـا ** دَهْــرٌ كَــأَنَّ سِيَـاطَـهُ التَّعْــذِيْـبُ
مَرَضٌ أَطَاحَ بِهَا فَأَظْلَمَ فَجْرَنَا ** وَإِذَا الْفُـؤَادُ قَـدِ اعْتَـرَاهُ نَحِيْبُ
مَـرَّتْ سِنِيْنُ كَـأَنَّهَــا كَـأَسِنَّــةٍ ** مَغْرُوْزَةٍ فِي الرُّوْحِ فَهِيَ لَهِيْـبُ
حَتَّى أَتَى رَيْبُ الْمَنُوْنِ كَلَمْحَةٍ ** فَابْتَزَّ مِنْهَـا الـرُّوْحَ فَهْـوَ طَبِيْبُ
آهٍ لأُمٍّ لَيْـسَ أَعْـرِفُ مِثْلَهَــا ** فَهِـيَ الْحَنَـانُ إِلَى الْفُـؤَادِ قَـرِيْبُ
هِيَ دُرَّةٌ وَضَّـاءَةٌ فِي سَاحَتِـي ** هِيَ رَوْضَـةٌ فِيْ دُنْيَتِـيْ وَحَـبِيْبُ
كَمْ ضَمَّنِيْ مِنْهَا حَنَـانٌ خَـالِصٌ ** عَطْفٌ لَهَـا مَهْمَـا وَصَفْتُ رَهِيْبُ
عَجَزَ اللِّسَانُ مِنَ الْوَفَاءِ بِحَقِّهَـا ** حَتَّى وَلَـوْ نَسَـجَ الْقَصِيْـدَ أَدِيْبُ
لَكِنَّنِيْ سَأَبِيْتُ فِي غَسَقِ الدُّجَى ** أَدْعُـو لأُمِّـيْ وَالـرَّحِيْــمُ مُجِيْــبُ
رَبَّـاهُ فَـاغْفِـرْ لِلْحَبِيْبَـةِ ذَنْبَـهَـا ** أَنْتَ السَّمِيْـعُ لِمَـنْ دَعَـا وَقَرِيْبُ
رَبَّـاُه عَـفْـوًا مِـنَّــةً وَتَـكَـرُّمًـا ** هَـلْ مَـنْ دَعَـا اللهَ الْكَـرِيْمَ يَخِيْبُ
* * * * * * * * * * *