شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
سَمِعْتُ صَرْخَةَ صَوْتٍ ** يَـشِـــعُّ بِــالأَحْـــــزَانِ
وَكَـانَ يَـوْمًـا مَطِـيْــرًا ** وَالسُّحْـبُ كَالْمَرْجَــانِ
فَسِـرْتُ أَسْـعَـى إلَيْــهِ ** وَالْقَلْـبُ فِي خَفَقَـانِ
عَـلِمْـتُ بَـعْـدَ ثَــوَانٍ ** بِمَـوْتِ طِفْـلٍ يَمَانِـيْ
وَعُـمْـرُهُ فَـوْقَ سَبْـعٍ ** يَمِيْــسُ كَـالْخَيْــزُرَانِ
مَـا ضَلَّ أَوْ شَذَّ يَوْمًـا ** عَنْ شَارِعِ الْمَهْـرَجَانِ
وَتَـلْتَــقِــيْــــهِ دَوَامًــــا ** يَـسْعَـى إلـى الدُّكَـانِ
وَالْوَجْــهُ مِنْــهُ صَبِيْــحٌ ** كَـزَهْــرَةِ الأُقْـحَــوَانِ
هُـــوَ الْــوَحِـيْــــدُ لأُمٍّ ** وَلَيْــسَ لِلأُمِّ ثَـانِــيْ
وَإذْ بِـتَكْــسٍ سَـرِيْـــعٍ ** يَـسِيْـرُ دُوْنَ تَـوَانِيْ
وَلَــوْنُـــــهُ ذَهَـــبِـــــيٌّ ** مُــوْدِيْــلُـــهُ أَلْـفَـــانِ
مُــزَخْــرَفٌ بِـطِـــلاَءٍ ** مِـنْ مَصْنَــعٍ يَـابَـانِيْ
يَـسُـوْقُـهَـــا مَـغْــرَبِــيٌّ ** يَـتِـيْــهُ كَـالـزِّبْـرِقَـــانِ
وَسَــارَ سَيْـرًا حَثِيْـثًــا ** فَصَـادَفَ ابْنَ الْيَمَـانِيْ
فَــدَاسَــهُ فِــيْ زُقَــــاقٍ ** رَمَــاهُ فِـيْ الأَرْكَــانِ
قَضَــى عَلَيْــهِ قَـضَــاءً ** فَمَـاتَ وَهُـوَ يُعَـانِــيْ
بِـرَأْسِـــهِ أَلْــفُ شَـــجٍّ ** قَـدْ زَاغَـتِ الْعَيْنَــانِ
لمِـنْ أُوَجِّــهُ لَــوْمِـــيْ ** وَشُـعْـلَــةَ الْغَضْـبَــانِ
لأُمِّــهِ حِيْـن تـلْهُـــوْ ** عَـنْ ابْنِهَــا الْفَـتَّــانِ
تَـسُـوْقُــهُ لِلــدَّوَاهِـــيْ ** تَـرْمِـيْــهِ دُوْنَ حَـنَـــانِ
لِمَـنْ أُسَـدِّدُ سَـهْمِـيْ ** إلـىَ الأَبِ الْـوَلْهَـــانِ
يَـنَـامُ فَــوْقَ فِـــرَاشٍ ** مِثْـلَ الْحِصَـانِ الْجَبَـانِ
يَـرْمِيْ بِطِفْـلٍ بَرِيْئ ** فـي سِـكَّـــةِ الثُـعْـبَـــانِ
يَـامَـنْ يَسِيْــرُ سَرِيْعَـاً ** يَــالُعْـبَـــةَ الشَّـيْـطَــانِ
قَتَـلْـتَ طِـفْــلاً وَدِيْـعًـــا ** فَـأنْـتَ قَــاسٍ وَجَـانِـيْ
* * * * * * * * * * *