شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
رَأَى الْبَدْرَ فِيْ تَمِّـهِ فَـانْبَهَرْ ** وَهَامَ زُهَيْرٌ بِحُسْنِ الْقَمَرْ
رَأَى غَـادَةً مِثْلَ رِيْمِ الْفَـلاَ ** تَمِيْسُ وَتَخْتَـالُ بَيْنَ الشَّجَـرْ
وَتَهْتَزُّ كَالْغُصْنِ فِيْ دَوْحَـةٍ ** وَتَزْهُو كَزَهْـرٍ سَقَاهُ الْمَطَـرْ
وَبَـاتَ كَـئِيْبًــا عَمِيْـدًا بِـهَـا ** حَلِيْفَ الْبُكَاءِ صَدِيْقَ السَّهَرْ
فَـأَمْهَـرَهَـا جَنَّـةً عَـرْضُهَـا ** مَهِيْبٌ وَطُوْلٌ كَمَـدِّ الْبَصَرْ
وَأَصْبَحَ بَعْلاً لِشَمْسِ الضُّحَى ** وَأَطْفَأَ نَارَ الْجَـوَى وَاسْتَقَرْ
وَمَـرَّتْ لَيَـالٍ كَحُلْمٍ جَمِيْـلٍ ** وَأَعْقَبَـهُ طَيْـفُ سُـوْءٍ وَشَرْ
وَذَاقَ زُهَـيْــرٌ أَشَـدَّ الْعَنَـاءِ ** وَعُنْـفَ الْبَلاَءِ وَأَيْنَ الْمَفَـرْ
تَــزَوَّجَ مِـنْ أُسْـرَةٍ هَـشَّــةٍ ** تَهَاوَتْ بِأَفْعَالِهَـا فِي الْحُفَـرْ
فَبَــاتَ كَئِيْبًـا شَدِيْـدَ الْوَنَـى ** سَقِيْمًا غَزَاهُ الأَسَى وَالضَّرَرْ
فَهَـلاَّ تَـزَوَّجَ بِنْتَ الصَّـلاَحِ ** وَبِنْتَ الْوَفَـاءِ وَغَضِّ النَّظَرْ
تَــرَبَّـتْ عَـلَـى خُـلُـقٍ نَـيِّرٍ ** وَدِيْنٍ كَمَا جَاءَنَا فِي الأَثَرْ
وَفَـرَّ مِـنَ الْحُسْنِ فِيْ مَنْبَةٍ ** رَدِيْئٍ تَغَـذَّى بِلَـوْثِ الْبَقَـرْ
زُهَيْـرٌ أَسَاءَ اخْتِيَـارَ الشَّرِيْكِ ** فَزَجَّ بِبَحْـرٍ عَظِيْمِ الْخَطَـرْ
فَـلاَ تَقْتَفُـوا إِثْـرَهُ وَاظْفَـرُوا ** بِصَاحِبَةِ الدِّيْنِ عِطْرِ الزَّهَرْ
فَـتَبْقَـى الْحَيَــاةُ ضِيَـاءً بِهَـا ** وَحَلَّ الصَّفَاءُ مَحَـلَّ الْكَدَرْ
* * * * * * * * * * *