شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
أَرَاكَ فِيْ مُنْتَدَى الآفَاتِ مُعْتَكِفُ ** وَقَدْ أَتَـاكَ أَخُـوْ لَهْـوٍ وَمُنْحَرِفُ
وَسِرْتَ تَسْبَحُ فِيْ بَحْرِ الْهَوَى ثَمِلاً ** وَالْمَوْجُ خَلْفَكَ وَالأَهْـوَالُ تَنْكَشِفُ
وَأَنْتَ كَالْحُوْتِ مَغْمُوْرًا بِـلاَ وَطَرٍ ** كَأَنَّ فِكْرَكَ لَمْ تُقْرَأْ لَهُ صُحُـفُ
وَلاَ قَـرَأْتَ كِتَـابًــا قَــطُّ مُعْتَــدِلاً ** وَلَـمْ يَمُـرَّ عَلَى أَذْهَـانِكُـمْ شَرَفُ
وَتَـرْتَقِـيْ سُلَّمًــا آفَـاتُـهُ انْكَشَفَــتْ ** وَبَانَ فِيْ طَيِّهَا الْمَضْمُوْنُ وَالْهَدَفُ
فَإِنَّ فِيْ مُنْتَدَى الأَلْعَابِ صَـاعِقَـةً ** ظَلاَمُهَا عَنْ ظَلاَمِ اللَّيْـلِ مُخْتَلِفُ
أَمَا تَـرَى فِتْيَـةً غَـاصُـوْا بِـلُجَّتِـهِ ** فَارْتَجَّ كُـلٌّ وَكُـلٌّ كَـانَ يَـرْتَجِفُ
فَأَصْبَحُوا وَظَلاَمُ اللَّهْـوِ يَصْحَبُهُمْ ** وَضَاعَ فِيْ مُنْتَدَاكَ الْبَاءُ وَالأَلِـفُ
فَكَيْفَ لاَ وَسُمُوْمُ الشَّـرِّ قَـدْ سَكَنَتْ ** بِالْمُنْتَدَى وَهِلاَلُ الْكَوْنِ مُنْكَسِـفُ
فَانْظُرْ لِخَلْفِـكَ تَلْقَ الْجَهْـلَ مُنْتَشِرًا ** وَالاخْتِلاَطَ بَدَا وَالضِّدَّ يَنْصَـرِفُ
وَالْكَاشِفَاتِ وُجُوْهَ الْخِزْيِ فِيْ دَعَـةٍ ** يَرْقُصْنَ مِنْ فَـرَحٍ وَالْمُبْتَلَـى دَنِـفُ
مُـزَخْـرَفَــاتٍ بِـأَلْـوَانٍ مُـشَكَّلَـــةٍ ** كَــأَنَّهُـنَّ مَـعَ التَّسْـرِيْحَـةِ التُّحَـفُ
فَتِلْكَ حَالٌ مِنَ الدُّنْيَا إِذَا بَـرَزَتْ ** هَــوَى بِـلُجَّتِهَـا مُسْتَهْتِرٌ خَـرِفُ
فَتُبْ إِلَى اللهِ مِنْ لَهْـوٍ وَمَسْخَرَةٍ ** فَإِنَّ دُنْيَاكَ يَا مَغْـرُوْرُ مُنْعَطَفُ
إِمَّا إِلَى جَنَّـةٍ طُـوْبَـى لِسَاكِنِهَــا ** أَوِ الْجَحِيْمِ وَمَا فِيْ قَعْرِهَا طَـرَفُ
* * * * * * * * * * *