شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
حَوَادِثُ الدَّهْرِ كَالْبُرْكَانِ تَسْتَعِرُ ** وَمَـا نَجَـا مِـنْ لَظَـى آفَـاتِهَا بَشَرُ
تِلْكَ الدُّنَا مَا اسْتَقَرَّ الْحَـالُ أَوْ بَقِيَتْ ** بِمَنْظَــرٍ زَهْــرَةٌ تَزْهُــوْ وَتَزْدَهِـرُ
أَبِيْتُ فِي اللَّيْـلِ مَسْـرُوْرًا وَمُغْتَبِطًا ** وَفَرْحَتِي فِي الْجَوَى تَعْلُوْ وَتَفْتَخِـرُ
وَأَنْظُمُ الشِّعْـرَ لِلذِّكْـرَى وَأُنْشِـدُهُ ** وَفِي الصَّبَاحِ دُمُـوْعُ الْعَيْنِ تَنْهَمِـرُ
فِي اللَّيْلِ تَبْتَسِمُ الظَّلْمَاءُ مِنْ طَرَبٍ ** بِمَقْــدَمِ الْعِـيْـــدِ وَالأضْـواءُ تَنْتَشِـرُ
وَمَـا تَـوَارَى ظَـلامُ اللَّيْلِ مُنْسَحِبًا ** إلا وَدَاهـِيَـــةٌ قَــدْ سَـاقَهَــا الْقَــدَرُ
مَاتَ الْحَنُوْنُ أَبُ الأطْفَالِ وَآسَفَى ** وَلَّى السُّرُوْرُ وَحَلَّ الْحُـزْنُ وَالضَّجَرُ
كَـآبَةٌ سَكَنَتْ فِي الْبَيْتِ وَاحْتَشَـدَتْ ** مَصَائِبٌ حَوْلَهَا مَوْلُوْدُهَا الضَّـرَرُ
تَتَـابَعَتْ نَكَبَاتُ الدَّهْـرِ وَابْتَلَعَتْ ** لَذِيْذَ عَيْشٍ وَهَبَّ الضَّعْـفُ وَالْكِبَرُ
هِـيَ الدُّنَا مِثْلُ ظِلٍّ زَائِلٍ فَمَتَى ** تَبَسَّمَتْ زَارَ بَعْـدَ الْبَسْمَـةِ الْخَطَـرُ
سَئِمْتُ مِنْ غَدْرِهَا وَانْتَابَنِي قَــلَقٌ ** وَخَاطِري مِنْ خُطُوْبِ الدَّهْـرِ مُنْكَسرُ
فَيَـا ابْنَ آدَمَ لا تَفْـرَحْ بِمَرْتَبَـةٍ ** وَلا بِمَــالٍ وَبَعْـدَ الْفَــرْحَـةِ الْكَـدَرُ
وَتُبْ إِلَى اللهِ فِي سِـرٍّ وَفِي عَلَنٍ ** وَاحْذَرْ دَوَاعِي الْهَوَى فَالْفَائِزُ الْحَـذِرُ
* * * * * * * * * * *