شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
أَتَهْزَأُ بِـي سَلْمَى وَثَمَّتَ تَسْخَـرُ ** فَطَوْرًا تُسَلِّيْنِي وَطَـوْرًا تُكَـدِّرُ
إِذَا ابْتَسَمَتْ يَوْمًا وَأَبْدَتْكَ وُدَّهَا ** وَمَدَّتْ يَدَ الصَّفْحِ الْجَمِيل فَتَغْـدِرُ
أَمِيـلُ إِذَا مَـالَتْ وَأَهْتَـزُّ فَرْحَـةً ** مَتَى اقْتَرَبَتْ مِنِّي سُلَيْمَى وَأَفْخَرُ
فَـأَغْدُو طَرُوبًا وَالسُّرُورُ يَـحُفُّنِي ** وَأَرْفَعُ رَأْسَ التِّيْهِ زَهْواً وَأَخْطُرُ
وَدَأْبِـيْ كَـإِنْسَـانٍ يَهِيـمُ بِـحُسْنِهَـا ** وَيَسْتَعْذِبُ التَّـعْذِيبَ حُبًّا وَيَصْبِرُ
فَتَسْلُبُنِيْ حِيناً شُعُـورِيْ وَفِكْرَتِـيْ ** بِمَنْظَرِهَا الْفَتَّانِ وَالْمَرْءُ يُـسْحَرُ
وَمَا كُنْتُ أَدْرِيْ أَنَّ سَلْمَى تَقُودُنِيْ ** لِنَارِ جَحِيمٍ دُونَ مَا كُنْتُ أَشْعُـرُ
نَعَـمْ هِـيَ دُنْيَـا بَيْـنَ هَـمٍّ وَمِحْنَـةٍ ** وَعَاشِقُهَـا تُصْلِيهِ نَـاراً تُسَعَّـرُ
وَلَـوْ عَلِمَ الْعُشَّـاقُ كُنْـهَ حَيَاتِهِـمْ ** وَمُتْعَتِهِـمْ فِيْهَـا وَكَــمْ يَتَعَمَّـرُوا
لَذَابَـتْ قُلُـوبٌ وَاسْتَهَلَّتْ مَدَامِـعٌ ** وعَــمَّ أَنِـيْــنٌ دائـــمٌ وَتَحَـسُّــرُ
أَفِقْ أَيُّـهَا الْمَغْـرُورُ وَاحْذَرْ بِفِطْنَـةٍ ** وَفَكِّـرْ لِتَنْجُـو فَالنَّجَـاةُ التَّفَكُّـرُ
ولاتَمْشِ مُخْتَـالاً إِذَا كُنْتَ ذَا غِنَـىً ** فَـدُنْيَــاكَ أَوْهَـامٌ تَكِيْـدُ وَتَمْكُــرُ
وَلاَتَحْمِلَـنَّ الْهَمَّ إِنْ كُنْتَ مُعْسِـراً ** فَلَمْ يَبْقَ ذُو مَـالٍ وَلاَ دَامَ مُعْسِرُ
فأَيْنَ قَرِيْنُ السُّوءِ قَارُونُ ذُو الثَّرَاءْ ** وَحَسْبِي مِثَـالاً فَالإِطَالَـةُ تُضْجِـرُ
* * * * * * * * * * *