شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
فَحَمْدًا لِرَبِّي الْعَظِيْمِ الْكَـرِيمْ ** إِلـــهٌ حَـبَــانَـا وَفِـيْــرَ الـنَّـعِـيـــمْ
وَثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى الْمُصْطَفَى ** وَآلٍ وَصَـحْـبٍ وَمَـنْ يَسْتَـقِـيـمْ
وَهَــذَا حِــوَارٌ جَــرَى آنِـفًا ** بِـفِـكْـرِي وَأَظْـهَـرْتُـهُ لِلـنَّـدِيــمْ
جَـرَى بَينَ شَيخٍ وَجُـرْثُوْمَـةٍ ** تُسَمَّى ( الْكُرُوْنَا ) تَضُرُّ السَّلِيمْ
وَهَـاكَ الْحِـوَارَ بِـلَا لُـكْـنـةٍ ** وَلَـنْ أَظْلِمَ الْمُدَّعِي وَالْغَـرِيمْ
( الشَّيْخُ )
كُـرْوْنَـا أَرَاكَ ظَلَمْـتَ الْـوَرَى ** بِـدَاءٍ خَـفِـيٍّ شَبِـيْهِ الرَّجِـيـمْ
أَصَـبْتَ مُعَـافًـى بِلَا رَحْــمَــةٍ ** وَأَزْهَـقْتَ رُوْحًــا بِسُمٍّ أَلِـيـمْ
كُـرُوْنَا رَمَـيْتَ سِهَـامَ الْـوَبَـاءِ ** بِلَيْـلٍ بَهِـيْمٍ أَصَـابَ الصَّمِيـمْ
فَبَـاعِــدْ جُـنُــودَكَ يَـا مُــعْــتَــدٍ ** وَإِلَّا سَتَلْقَـى عِـقَـابًا وَخِـيــمْ
فَذُو الْمَنِّ لَمْ يَرْضَ ظُلْمَ الْوَرَى ** وَأَنْتَ ظَلَمْتَ الْـوَرَى يَا غَشِيمْ
سَتَلْـقََـى جَــزَاءَكَ يَـومَ الزِّحَـــامِ ** وَتَصْلَـى بِنَارٍ فَـأَنْتَ الْمُـلِيـمْ
( الْكُرُوْنَا )
أَلَـمْ تَرَ بِـالْـعَـيْـنِ يَـا مُـدَّعِـي ** أُوُرُبَّـا أُصِـيْـبَـتْ بِـدَاءٍ عَـمِيمْ
وَفِي الصِّيْنِ أَهْلَكْتُ كَمْ أُمَّـةٍ ** وَأُخْرَى تَهَاوَتْ كَجِذْعٍ هَشِيمْ
فَـلَا الـتَـكْنَـلُـوْجُ أَتَـى مُنْقِــذًا ** وَلَا الطِّبُّ لَاقَى دَوَاءَ السَّقِيمْ
بِلَادٌ طَـغَـى أَهْلُـهَا فَاشْتَوَتْ ** بِنَارِ الْـمَـذَلِّـةِ بَعْـدَ الـنَّـعِـيـمْ
بِقَــدْرِ الْفَسَادِ أَتْتْ مِـحْـنَـــةٌ ** وَفِي الشَّرْقِ أَيْضًا فَسَادٌ مُقِيـمْ
رَمَيْتُ لَـهُـمْ جُـزْءَ جُـرْثُوْمـةٍ ** وَلَمْ أَغْـزُهُـمْ بِالْوَبَاءِ الْجَسِيم
فَلَا تَدَّعِـي ظُـلْـمَ جُـرْثُوْمَتِي ** فَـذَا قَــدَرٌ مِنْ غَفُـوْرٍ رَحِـيـمْ
( الشَّيْخُ )
كُـرُوْنَا الْمَعَـابِـدُ فِـي مَحْـزَنٍ ** فَـمَـا ذَنْبُهَـا لَـمْ تَشُمَّ النَّسِيـمْ
وَمَا ذَنْبُ طِفْلٍ بَكَى خَـائِـفًـا ** وَمَا ذَنْبُ كَهْلٍ يَعُوْلُ الْحَرِيمْ
فَـهَلَّا أَصَـبْتَ عُصَاةَ الرِّجَـالِ ** وَأَبْقَـيْتَ طِـفْلًا وَكَهْـلًا عَــدِيمْ
رُدُوْدُكَ فِـي الْغِشِّ مَغْـمُـوْسَةٌ ** وَقَـوْلُـكَ مَـيْـنٌ وَلَـيـلٌ بَهِـيـمْ
( ألْكُرُوْنَا )
أَتَجْهَلُ شَرْعًا كَشَمْسِ الضُّحَى ** أَيَا شَيْخُ لَسْتَ بِشَيْخٍ فَهِـيـمْ
فَـإِنَّ الْـمَـصَائِـبَ إِنْ أَقْـبَـلَتْ ** تُصِيْبُ الْعُصَـاةَ مَعَ الْمُسْتَقِيمْ
وَيُـبْـعَـثُ كُـلٌّ عَـلَى مَـا نَـوَى ** فَـإِمَّـا جِـنَانٌ وَإِمَّـا جَـحِـيـمْ
وَعَـلِّـمْ أُنَـاسَكَ كَـيْ يَـهْـتـدَوْا ** لِـيَـرْفَـعَ رَبِّي الْبَلَاءَ الذَمِـيـمْ
وَلَسْـتُ سِوَى قَــدَرٍ مُـرْسَلٍ ** سَيَرْفَعُنِي اللهُ قُلْ يَـا كَـرِيـمْ
( الشَّيْخُ )
فَـيَـارَبِّ قَــدَّرْتَ فَـالْـطُـفْ بِـنَـا ** فَأَنْتَ اللَّطِيفُ وَأَنْتَ الْحَـلِيمْ
وَعَــافِ الْـمُـصَابَ وَهَـيِّءْ لَـنَـا ** دَوَاءً يُـزِيـحُ كُـرُوْنَـا الـلَّـئِـمْ
فَـقَــدْ مَسَّنَـا الضُّــرُّ يَـا سَيِّدِي ** فَرُحْـمَاكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمْ
وَنَسْأَلُـكَ الْـعَـفْـــوَ عَــنْ زَلَّـــةٍ ** وَذَنْبٍ سَيَأْتِي وَذَنْبٍ قَدِيـمْ
فَـأَنْـتَ الْـغَـفُـوْرُ وَاَنْـتَ الْــوَدُودُ ** وَأَنْتَ الرَّحِيمُ وَأَنْتَ الْعَظِيـمْ
****************