شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
1/ 12/ 1437 هـ
لَوْ عِشْتَ فَوْقَ الْقَمَرِ ** وَالْمَـــالُ مَـــدَّ الْبَصَـــرِ
وَالْأَمْـرُ مِنْكَ نَافِـــذٌ ** فِي الْبَدْوِ أَوْ فِي الْحَضَرِ
فَهَـلْ سَتَبْقَـى خَالِـدًا ** مَـــدَى حَيَـــاةِ الْبَـشَـــرِ
فَاهْجُرْ تَعَالِي مُعْجَبٍ ** يَزْهُـــو بِثَــوبِ الْبَطَــرِ
2/ 12/ 1437 هـ
رَأَيْتُهَا فَـوْقَ كُرْسِيٍّ بِلَا قَـدَمِ ** وَدَمْـعُ مُقْلَتِهَـا كَالْوَابِـلِ الْعَمِـمِ
وَشَعْرُهَا مُلْتَوٍ كَالْخَيْزُرَانِ وَلَمْ ** تَلْبَسْ مِنَ الْقُطْنِ إِلَّا لِبْسَةَ الْخَدَمِ
وَالْقَمْلُ مُنْتَشِرٌ فِي كُلِّ نَاحِيَـةٍ ** وَالْبِنْتُ مِنْ أُسْرَةٍ فِي ذُرْوَةِ النِّعَمِ
مَالٌ وَجَاهٌ بِلَا عَطْفٍ يُحَرِّكُهُمْ ** نَحْـوَ الْمُعَاقَــةِ إِنَّ اللهَ لَـمْ يَنَــمِ
3/ 12/ 1437 هـ
رَأَتْ أَتَــانٌ جَمَـــلًا ** يَبْدُو كَصَخْرِ الْجَبَلِ
وَطِفْلَــةٌ تَمْشِـــي بِـهِ ** كَمِشْيَــــةِ الْمُـدَلَّـــلِ
فَاسْتَغْرَبَتْ مِنْ طِفْلَةٍ ** تَقُـودُ أَعْتَـى جَمَـلِ
وَلَمْ تَرَ الْجَحْشَةُ مَــا ** تَحْمِلُــهُ مِـنْ ثِقَـــلِ
4/ 12/ 1437 هـ
حَسْنَاءُ مِثْلُ الْقَمَرِ ** تَعْشَقُ لَيْـلَ السَّهَـرِ
وَالدُّخُّ فِي حَوْزَتِهَا ** مِثْلُ الشَّبَابِ الْعَكِرِ
أَيْنَ أَبٌ يَرْدَعُهَـا ** وَأَيْــنَ أُمُّ الْغَجَـرِ
هَــلَّا أَفَـاقَ مُبْتَلًـى ** وَشَدَّ حَبْلَ الْحَذَرِ
5/ 12/ 1437 هـ
شَكَى الْيَرَاعُ وَدَمْعُ الْعَيْنِ مُنْهَمِـرُ ** أَكُلَّ يَوْمٍ قَرِيـضُ النُّصْـحِ يَنْتَشِرُ
نَظَمْتَ فِي الزُّورِ وَالْبُهْتَانِ مِنْ قِدَمٍ ** وَقُلْتَ فِي الْغِشِّ حَتَّى هَدَّكَ الْكِبَرُ
كَرَّرْتَ مَعْنًى وَلَفْظًـا فَابْتَكِرْ خَبَرًا ** لَا نُصْحَ فِيهِ وَلَا هَمٌّ وَلَا ضَجَرُ
فَقُلْتُ إِنَّ قَرِيضَ اللَّهْـوِ مَسْخَـرَةٌ ** وَمُفْسِدٌ لِلْوَرَى فِي طَيِّهِ الْخَطَرُ
6/ 12/ 1437 هـ
لَيْسَ السَّعَادَةُ فِي امْتِلَاكِ الدِّرْهَمِ ** أَوْ فُـزْتَ يَـوْمَ تَسَابُـقٍ بِتَقَـدُّمِ
أَوْ حُزْتَ مَرْتَبَـةً وَنِلْتَ وَجَاهَـةً ** كَـلَّا وَلَيْـسَ إِذَا ظَفِـرْتَ بِمَغْنَمِ
إِنَّ السَّعَـادَةَ أَنْ تَعِيْشَ مُـهَذَّبًـا ** مُتَوَاضِعًا لَمْ تَرْمِ فُحْشًا مِنْ فَمِ
تَخْشَى الْإِلَهَ وَتَتَّقِي شَرَّ الْهَـوَى ** وَتَخَافُ أَنْ تَصْلَى بِنَـارِ جَهَنَّـمِ
7/ 12/ 1437 هـ
قَدِّمِ الْخَيْـرَ لَوْ بِحَبَّـةٍ تَمْـرٍ ** أَوْ بِطَـنٍّ أَوْ أَنْـهُـــرٍ وَبِـحَـــارِ
رُبَّمَا حَبَّةٌ مِنَ التَّمْـرِ خَيْـرٌ ** مِنْ قَنَاطِيْرَ أُهْدِيَتْ لِجَوَارِي
إِنْ تَصَدَّقْتَ لَا تَمُنَّ وَإِلَّا ** صَارَ وِزْرًا مِنْ أَعْظَمِ الْأَوْزَارِ
نَزِنُ الْقَمْحَ وَالْجَوَاهِرَ أَمَّـا ** عَمَـلُ الْبِرِّ حَـارَ فِيهِ عِيَارِي
8/ 12/ 1437 هـ
الْفِيْسُ بُـوكُ أَدَاةُ عِلْـمٍ وَخَبَـرْ ** يَكْمُنُ أَيْضًـا فِيْهِ شَرٌّ أَيُّ شَـرْ
فَاكْتُبْ وَحَـاذِرْ أَنْ تَبُثَّ غِيْبَةً ** وَاعْتَزِلِ الْفَخْرَ وَصَوْلَاتِ الْبَطَـرْ
ثُمَّ ابْتَعِـدْ عَنْ جَـدَلٍ فِي قِصَّـةٍ ** يَصُوغُهَا الْجَهْلُ بِأَنْوَاعِ الْخَطَرْ
وَزَوِّدِ الصَفْحَةَ عِلْمًا وَاخْتَصِرْ ** إِنَّ الذَكِيَّ مَنْ إِذَا قَـالَ اخْتَصَـرْ
9/ 12/ 1437 هـ
إِذَا ابْـتُـلِـيـتَ بِـإِفْـــلَاسٍ وَمَـسْغَـبَــةٍ ** وَسِرْتَ فِي فَلَكِ الدُّنْيَا كَإِعْصَارِ
وَلَـمْ تَجِـدْ مَنْزِلًا تَـأْوِيهِ فِي غَلَـسٍ ** وَلَا رَفِيقًـا يُـوَاسِيكُمْ بِـدِيـنَـارِ
فَتِـلْكَ دُنْـيَـاكَ فِـيـهَـا كُـلُّ مُـخْـزِيَــةٍ ** وَكَمْ وَكَمْ مِنْ مَسَرَّاتٍ وَأَكْدَارِ
فَاحْمَدْ إِلَهَـكَ فِي الْحَالَيْنِ وَارْضَ فَلَـمْ ** تَجِدْ بِدُنْيَاكَ إِلَّا مِنْحَـةَ الْبَـارِي
10/ 12/ 1437 هـ
أَهْـلًا بِـعِـيْـدٍ مُنْـتَـظَـرْ ** أَصْفَى ضِيَـاءً مِنْ قَمَـرْ
عِيْـدُ الزُّهُوْرِ يَـاهَـلَا ** عِيْدُ الرِّيَاضِ وَالْمَطَرْ
نَـهَــــارُهُ أُنْـشُـــوْدَةٌ ** وَلَـيْـلُــهُ حُـلْـوُ الـسَّمَـرْ
يَا رَبِّ أَنْتَ الْمُرْتَجَى ** لَوْلَاكَ مَا سَعْـدٌ ظَهَـرْ
11/ 12/ 1437 هـ
إِحْذَرْ سَبِيلَ الْبَطَرِ ** فَـالْفَـخْـرُ ثَـوْبُ الْأَشِرِ
وَامْشِ كَطَيْرٍ حَـذِرٍ ** مِـنْ زَلَّــةٍ أَوْ خَـطَـــرِ
وَادْعُ إِلَــهً سَرْمَــدًا ** فِي الْفَجْرِ أَوْ فِي السَّحَرِ
بِأَنْ تَكُونَ نَاجِـحًـا ** دُنْـيَــا وَأُخْـرَى وَابْـشِرِ
12/ 12/ 1436 هـ
أَصَابَنِي مَرَضٌ أَوْ لَوْثَةٌ بِدَمِـي ** فَعِشْتُ مُنْغَرِسًا فِيْ بُؤْرَةِ السَّقَمِ
أَمَّا الطَّبِيْبُ فَفِي يَأْسٍ وَلَا أَمَـلٌ ** عَنْدَ الطَّبِيْبِ لِتُشْفَى عِلَّتِي وَدَمِـي
دَعَوْتُ رَبِّي وَدَمْـعُ الْعَيْنِ مُنْهَمِـرٌ ** فَزَالَ ضُرِّي وَزَالَتْ غُصَّةُ الْأَلَمِ
فَالْجَأْ إِلَى اللهِ إِنْ لَاقَيْتَ مُعْضِلَةً ** سُبْحَانَـهُ غَمَـرَ الْإِنْسَـانَ بِالنِّـعَـمِ
13/ 12/ 1437 هـ
جَمَعَتْ هِنْـدُ شِلَّةَ الْفَتَيَـاتِ ** وَتَعَالَى الضَّجِيْجُ بِالتُّرَّهَـاتِ
وَأَكَلْنَ اللُّحُـومَ مِثْـلَ سِبَـاعٍ ** غِيْبَـةٌ إِثْــرُ غِيْبَـةٍ كَالْقَـنَــاةِ
اِتَّقِـي اللهَ فَـالْحِسَابُ عَسِيْـرٌ ** قَدِّمِي النُّصْحَ لِلْفَتَـى وَالْفَتَـاةِ
وَاطْلُبِي الْعَفْوَ مِنْ إِلَهٍ غَفُورٍ ** وَاحْذَرِي مِنْ مَغَبَّةِ الْمُهْلِكَاتِ
14/ 12/ 1437 هـ
أَهْلًا بِحُجَّـاجِ بَيْتِ اللهِ وَالْحَـرَمِ ** وَمَرْحَبًا إِخْـوَتِي فِي الدِّينِ وَالْقِيَـمِ
تَقَبَّلَ اللهُ مِنْكُـمْ حَجَّكُـمْ وَعَفَـى ** عَنْ سَيِّئَاتٍ فَرَبُّ الْعَرْشِ ذُوْ كَـرَمِ
نَصِيحَتِي أَيُّهَا الْأَحْبَـابُ أَبْعَثُهَا ** مَعَ اخْتِصَارٍ بَدَا فِي أَحْرُفِ الْكَلِـمِ
أُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَالْقَلْبُ مُدَّرِعٌ ** لِبَاسَ صِدْقٍ وَإِخْلَاصٍ بِلَا سَأَمِ
15/ 12/ 1437 هـ
إِنْ جَارَ جَارُكَ لَا تُؤْذِيهِ وَاصْطَبِرِ ** لِلْجَارِ حَقٌّ فَكُـنْ فِي مُنْتَهَى الْحَـذَرِ
وَمَنْ أَسَاءَ لِجَارٍ وَاعْتَـدَى بَطَـرًا ** فَوَضْعُهُ يَوْمَ بَعْثِ الْخَلْقِ فِي خَطَرِ
فَاغْنَـمْ بَقِيَّـةَ عُمْـرٍ فَالدُّنَـا قَــذَرٌ ** وَالْكِبْرُ فِيْهَا كَزَخَّـاتٍ مِنَ الْقَـذَرِ
وَمَـنْ تَوَاضَـعَ فَالْعَلْيَـاءُ مِنْبَـرُهُ ** وَيَـوْمَ يُبْعَثُ يَرْقَى سُلَّـمَ الظَّفَـرِ
16/ 12/ 1437 هـ
دَنَـا فَقُلْتُ دَنَـا يَحْتَاجُ مَوْعِظَةً ** أَوْ حَلَّ مُشْكِلَةٍ فِي الْأَشْهُرِ الْحُـرُمِ
أَصْغَيْتُ أُذْنِي وَإِذْ بِالشِّيْخِ مُنْفَعِـلٌ ** يَغْتَابُ ذَا شُهْـرَةٍ كَالْمُفْـرَدِ الْعَلَـمِ
فَقُلْـتُ لَسْتَ سِوَى عُنْـوَانِ مَفْسَدَةٍ ** مَا دُمْتَ تَعْشَقُ هَـذَا الْفَنَّ مِنْ قِدَمِ
فَتُبْ إِلَى اللهِ وَاحْذَرْ مَوْقِفًا حَرِجًا ** يَوْمَ الزِّحَامِ وَيَوْمَ الْعَرْضِ وَالنَّدَمِ
17/ 12/ 1437 هـ
الْعِيْـدُ أَقْـبَـلَ وَالنَّـهَــارُ جَــلَالُ ** فَبَدَتْ عَلَيْهِ مَهَـابَـةٌ وَجَمَـالُ
وَالنُّورُ أَشْرَقَ وَالزُّهُورُ تَنَاثَـرَتْ ** فَكَـأَنَّـهَـا أُسْطُــورَةٌ وَخَـيَــالُ
وَاللَّيْلُ مِنْ حُسْنِ الْبَهَـاءِ تَلَأْلَأَتْ ** فِيْهِ النُّجُـومُ وَزُهْـرَةٌ وَهِـلَالُ
للهِ مِنْ عِـيْـدٍ بَـدَا كَـقَـصِـيْــدَةٍ ** يَشْدُو بِهَا مِنْ حُسْنِهَا الْأَطْفَالُ
18/ 12/ 1437 هـ
بَـنَـيْـتَ قَـصْـرًا مِـنَ التَّـدْلِيسِ وَالْقَسَمِ ** وَبَيْعِ غِشٍّ كَوَجْهِ الْغُولِ فِي الظُّلَمِ
وَتُهْتَ فِي مَسْرَحِ التَّبْذِيرِ مُذْ بَزَغَتْ ** طَلَائِـعُ الْمَـالِ فِي كَفَّيْـكَ كَالدِّيَـمِ
إِلَـى مَـتَـى أَيُّـهَـا اللَّاهِــي بِـدُنْـيَـتِــهِ ** أَمَا عَلِمْتَ بِأَنَّ الْمَوْتَ لَمْ يَنَمِ
فَتُبْ إِلَى اللهِ وَاخْلِصْ وَادْعُ مَنْ سَجَدَتْ ** لَـهُ الْجِـبَـاهُ لِتُـمْـحَى زَلَّـةُ الْقَـدَمِ
19/ 12/ 1437 هـ
أَمَا تُبْتُـمْ مِنَ الْغِشِّ ** وَمِنْ زُوْرٍ وَتَزْوِيْـرِ
أَلَمْ تَصْغُوا إِلَى شَرْعٍ ** وَتَـرْهِـيْـبٍ وَتَحْـذِيْـرِ
أَلَمْ يَخْشَ الْمُغِشُّ غَدًا ** خُطُوْرَةَ فِعْلِ مَحْظُوْرِ
فَتُـبْ فَالنَّـارُ مُـوْقَـدَةٌ ** لِأَهْلِ الْغِشِّ وَالزُّوْرِ
20/ 12/ 1437 هـ
دَعِ الـدُّنْـيَــا يُـغَـازِلُهَـا الظَّــلَامُ ** وَيَحْضُنُهَـا غَبِـيٌّ مُسْتَهَـامُ
وَيَـلْثَـمُ كَـعْـبَـهَــا تُـجَّــارُ غِشٍّ ** وَيَمْـدَحُـهَـا بِـأَشْعَـارٍ لِئَامُ
فَلَيْسَ لَهَـا إِذَا أَمْعَـنْـتَ عَهْـدٌ ** وَلَيْسَ لَهَا وَفَـاءٌ أَوْ ذِمَـامُ
سَتَخْرُجُ خَاسِرًا فِي ثَوْبِ خِزْيٍ ** إِلَى أُخْرَى عَوَاقِبُهَا جِسَامُ
21/ 12/ 1437 هـ
زُرْتُ فِي الْمَشْفَى رَفِيْـعَ الْأَدَبِ ** عَالِمًا بِالشَّرْعِ عَـالِ الرُّتَـبِ
لَوْ رَأَتْ عَيْنَاكَ مَا أَبْصَـرْتُـهُ ** هَطَلَ الدَّمْـعُ كَسَيْلِ السُّحُـبِ
مَرَضٌ غَيَّـرَ وَجْـهًـا مُشْرِقًـا ** أَصْبَحَ الْوَجْهُ كَلَيْلِ الْكُـرَبِ
وَانْتَهَى الشَّيْخُ وَفَاضَتْ رُوْحُهُ ** فَاحْذَرُوا الدُّنْيَا مَثَارَ الْعَجَبِ
22/ 12/ 1437 هـ
دَمْـعٌ تَنَاثَرَ بَلْ قُـلْ مُسْبِـلٌ هَطِـلُ ** عَلَى عَزِيزٍ طَوَى أَنْفَاسَهُ الْأَجَـلُ
وَهَلْ مِنَ الْمَوتِ إِنْ أَحْسَسْتَهُ هَـرَبٌ ** فَالْمَوْتُ حَقٌ فَفَكِّرْ أَيْنَ تَرْتَحِلُ
إِمَّـا إِلَى جَـنَّـةٍ طُـوْبَـى لِسَاكِنِـهَــا ** أَوِ الْجَحِيْمِ وَمَنْ يَا قَوْمُ يَحْتَمِلُ
فَتُبْ إِلَى اللهِ وَاهْجُـرْ كُلَّ مُخْـزِيَةٍ ** وَادْعُ الرَّحِيمَ وَدَمْعُ الْعَيْنِ مُنْهَمِلُ
23/ 12/ 1437 هـ
لَا تَحْقِرَنَّ امْـرَأً أَخْلَاقُهُ دَنَسُ ** وَفِي الذُّنُوْبِ وَفِي الْآفَـاتِ مُنْغَمِسُ
نَـهَـارُهُ كَلَيَالِ السُّوْءِ مُـبْـتَـذَلٌ ** وَفِكْـرُهُ فِي حُطَامِ الْجَهْـلِ مُنْحَبِسُ
فَلَسْتَ تَدْرِي مَنِ النَّاجِي بِجِلْدَتِهِ ** يَوْمَ الزِّحَامِ وَمَنْ فِي الْحَشْرِ يَنْتَكِسُ
فَاللهُ جَلَّ عُلًا أَدْرَى فَكُنْ حَذِرًا ** وَمَنْ زَكَـا عَقْلُهُ فِي النَّاسِ يَحْتَـرِسُ
24/ 12/ 1437 هـ
رَأَى الْجَوَاهِرَ مِثْلَ النَّحْلِ تَأْتِيْنِي ** فَبَاتَ يَمْدَحُنِي بِالرِّفْـقِ وَاللِّيْنِ
وَكَمْ هَدَايَا تَوَالَتْ شَكْلُهَا عَجَـبٌ ** وَإِنْ ظَمِئْتُ أَتَى بِالْمَـاءِ يَسْقِيْنِـي
أَذَعْـتُـهُ السِّرَّ أَنَّ الْمَـالَ يَمْلِكُـهُ ** طِفْـلٌ يَتِيْمٌ فَصَـارَ الْخِـلُّ يُؤْذِيْنِي
فَالْحُـبُّ فِي اللهِ مَبْنِيٌّ عَلَى قِـيَـمٍ ** وَالْحُـبُّ فِي غَيْرِهِ حُبُّ الشَّيَاطِيْنِ
25/ 12/ 1437 هـ
مَنْ طَابَ نَفْسًا مَا تَغَيَّـرَ فِي الْوَرَى ** كَلَّا وَلَوْ حَالُ الصَّدِيْقِ تَغَيَّـرَا
وَكَذَا الْكَـرِيْمُ يَضَلُّ فِي كَرَمٍ وَهَـلْ ** كَرَمٌ يَزُوْلُ فَمَنْ يَظُنُّ قَـدِ افْتَـرَى
وَانْظُـرْ لِأَهْـلِ الْعَفْـوِ لَمْ يَتَأَخَّـرُوا ** فِي الْعَفْـوِ وَانْظُرْ لِلَّئِيْمِ تَأَخَّرَا
صِفَةُ الرِّجَـالِ أَوِ النِّسَاءِ عَلَامَـةٌ ** فَوْقَ الْجَبِيْنِ فَذَا يَبِيْعُ وَذَا اشْتَرَى
26/ 12/ 1437 هـ
تُحَـدِّثُ عَنْ دِيْـنِ الْإِلَهِ بِكَثْـرَةٍ ** وَلَـمْ أَرَ أَخْلَاقًـا بِذَاتِـكَ تَلْمَـعُ
فَوَا عَجَبًا مِنْ نَاصِحٍ مُتَقَلِّبٍ ** يَقُولُ وَشَرٌّ بَيْنَ شِدْقَيْهِ يَرْتَـعُ
أَتَنْصَحُ أَقْوَامًا وَأَنْتَ مُضَيِّـعٌ ** فَهَلْ يَاتُرَى نُصْحُ الْمُضَيِّعِ يَنْفَعُ
بِنَفْسِكَ فَابْدَأْ إِنْ أَرَدتَّ نَصِيْحَـةً ** وَمَنْ كَانَ ذَا لُبٍّ يَقُـولُ وَيَسْمَـعُ
27/ 12/ 1437 هـ
شَتَمْتَ زَيْدًا وَعَمْرًا وَابْنَ كَيْسَانَ ** وَاغْتَبْتَ هِنْدًا وَلَمْ تَـرْفُـقْ بِحَسَّانَ
فَأَنْتَ لَسْتَ سِوَى سُمٍّ نُحَـاذِرُهُ ** وَأَنْتَ خِزْيٌ جَعَلْتَ الْفِسْقَ عُنْـوَانَا
أَكَلْتَ لَحْمَ أَخٍ كَالذِّئْبِ فِي جِيَفٍ ** يَا شَرَّ خَلْقٍ فَكَـمْ دَمَّـرْتَ بُنْيَانَا
وَهَـلْ سَتَتْرُكُ مَنْ حَدَّثْتَهُ عَبَثًا ** كَـلَّا وَسُحْقًا لِمَنْ يَغْتَابُ إِنْسَانَا
28/ 12/ 1437 هـ
سِرَّكَ احْفَظْهُ إِذَا كُنْتَ فَتًى ** إِنَّ مَنْ يُفْشِي كَعُشَّاقِ الْمِحَـنْ
كَيْفَ تُبْدِيْهِ لِخِـلٍّ مُخْلِـصٍ ** فَهَلِ الصَّاحِـبُ دَوْمًا مُؤْتَمَنْ
رُبَّمَـا أَغْضَبْـتَـهُ فِي مَـلَإٍ ** فَيُذِيْـعُ السِّرَّ فِي لَيْلِ الْفِتَـنْ
صَاحِبُ السِّرِّ إِذَا لَمْ يَسْتَطِـعْ ** حِفْظَهُ فَالْغَيْرُ أَوْلَى فَاعْلَمَنْ
29/ 12/ 1437 هـ
وَقَفْتُ مُسْتَغْرِبًا مِنْ رَوْنَقِ الْحُلَلِ ** عَلَى فَتًى يَنْثَنِي كَالشَّارِبِ الثَّمِـلِ
يَمْشِي كَغَانِيَـةٍ يَهْتَزُّ مِنْ طَرَبٍ ** كَأَنَّـهُ بِنْتُ عَشْرٍ مَا احْتَمَـتْ بِوَلِي
وَاللَّـونُ فِي شَفَـةِ الْمَعْتُـوهِ مُنْتَشِرٌ ** بِلَا حَيَـاءٍ وَلَا شَيْءٍ مِنَ الْخَجَـلِ
فَحَسْبِيَ اللهُ مِنْ آفَـاتِ مَهْـزَلَةٍ ** وَمِنْ شَبَابٍ هَوَى فِي هُوَّةِ الْخَطَلِ
30/ 12/ 1437 هـ
إِذَا دَعَوْتَ إَلَى الْمَوْلَى بِلَا كَلِـمِ ** وَإِنَّـمَـا خُـلُـقٌ مِـنْ أَنْـبَـلِ الْقِـيَــمِ
فَتِلْكَ أَفْضَلُ مِمَّنْ صَاحَ وَا عَجَبِي ** مِنْ أُمَّـةٍ وَقَعَتْ فِي بُـؤْرَةِ التُّهَـمِ
فَالصَّمْتُ أَجْمَلُ وَالْأَخْلَاقُ نَغْمَتُهُ ** كَمْ يَا تُرَى أَثَّرَتْ فِي الْعُرْبِ وَالْعَجَمِ
وَمَنْ تَصَدَّرَ يَدْعُو دُوْنَ مَعْرِفَةٍ ** فَفِي الضَّـلَالِ تَرَدَّى وَالْجَهُولُ عَـمِ
* * * * * * * * * * *