شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
1/ 11 / 1437 هـ
قِفْ عَلَى فَرَحِ الأَعْرَاسِ إِنْ سَنَحَتْ ** لَكَ الظُّرُوفُ وَسَطِّرْ مَا يَرَى الْبَصَرُ
وَانْظُرْ مَوَائِدَ وَالتَّبْذِيـرُ يَصْحَبُهَـا ** وَالْجَهْلُ دَيْدَنُهَا وَالضَّعْفُ وَالْقِصَـرُ
كَـأَنَّهَـا بِخُطَـا الشَّيْطَـانِ سَاعِـيَـــةٌ ** وَقَبْلَهَا الرَّقْـصُ وَالْأَنْغَــامُ وَالْوَتَـرُ
أَرَى الْمُـبَـــذِّرَ شَيْطَـانًـا وَمِشْيَتَــهُ ** يَحُفُّهَـا الْفَخْــرُ وَالأَهْـوَاءُ وَالْبَطَـرُ
2/ 11 / 1437 هـ
قَـرَأْتُ كِتَابًـا لِشَيْـخِ النُّحَـاةِ ** وَأَمْعَنْتُ فِي حَرْفِهِ بِالنَّظَرْ
وَأَكْمَلْتُ مَا يَحْتَوِيهِ الْكِتَابُ ** وَلَـمْ أَسْتَفِـدْ قَـطُّ مَـا يُعْتَبَـرْ
فَمَنْ شَيْخُهُ السِّفْرُ لَمْ يَسْتَفِدْ ** وَيَبْقَى مَعَ الْجَهْلِ حَتَّى الْكِبَـرْ
فَـلاَزِمْ شُيُوخَـكَ وَاسْتَفْتِهِـمْ ** وَكُنْ طَالِبًا مَا اعْتَرَاهُ الْخَوَرْ
3/ 11 / 1437 هـ
الطِّفْـلُ يُوْلَـدُ خَالِـيَ التَّفْكِيرِ ** مِثْلُ الصَّحِيفَةِ أَوْ ضِيَاءِ بُـدُورِ
وَأَبُـوهُ يَمْـلأُ مَـا أَرَادَ لِطِفْلِهِ ** وَالأُمُّ تَمْـلأُ كَـالأَبِ الْمَـذْكُـورِ
إِنْ سَطَّرَا خَيْرًا فَيَنْشَأُ صَالِحًـا ** أَوْ عَكْسَ ذَلِكَ عَاشَ كَالْمَسْعُورِ
فَتَخَيَّرُوا لِلطِّفْلِ أَفْضَلَ مَسْلَكٍ ** لِيَكُـونَ نِبْرَاسًا كَشَمْعَـةِ نُـورِ
4/ 11 / 1437 هـ
للهِ مِـنْ رِفْقَــةٍ مَا مَسَّهُمْ ضَـجَـرُ ** هُــمُ الأَنِـيـــسُ وَلاَ هَــمٌّ وَلاَ كَـــدَرُ
كَأَنَّهُمْ مِنْ جَمَالِ الرُّوحِ عِطْرُ شَـذًى ** وَسَلْسَبِيـــلٌ وَطَـــلٌّ زَانَـــهُ الثَّمَـــرُ
لَمْ تَسْتَمِعْ غِيبَةً مَهْمَا ظَفِرْتَ بِهِمْ ** وَالْخَيْرُ حَوْلَكَ إِنْ فِي مَجْلِسٍ حَضَرُوا
فَتِـلْكَ يَـا صَـــاحِ أَسْفَــارٌ مُتَوَّجَـةٌ ** بِـكُـــلِّ فَـائِـــدَةٍ دَانَـتْ لَهَــا الْفِـكَـــرُ
5/ 11 / 1437 هـ
وَبِالْفِكْرِ الْمُنِيرِ سَمَـتْ رِجَـالٌ ** وَهَلْ كَالْعِلْمِ وَضَّاءٌ وَعَالِي
فَشَمِّـرْ وَاسْتَفِـدْ عِلْمًـا وَفِـيـــرًا ** فَمَنْ رَامَ الْعُلاَ سَهِرَ اللَّيَالِـي
وَغُصْ فِي لُجِّهِ إِنْ رُمْتَ مَجْدًا ** وَصِدْ مِنْ قَعْرِهِ دُرَرَ الَّلآلِي
فَــإِنَّ الْعِلْـــمَ نِبْــرَاسٌ وَظِــلٌّ ** ظَلِيلٌ فَوْقَ مَرْتَبَةِ الظِّـلاَلِ
6/ 11 / 1437 هـ
أَنَّبْتُ يَوْمًا صَدِيقًا مُخْلِصًـا فَطِنًـا ** لِمَ الدُّيُـونُ أَخَا الأَمْجَادِ تَرْتَفِـعُ
فَتُبْ مِنَ الدَّيْنِ لَيْسَ الدَّيْـنُ مَفْخَـرَةً ** فَطَأْطَأَ الرَّأْسَ لَا خَوْفٌ وَلاَ جَزَعُ
مَضَــتْ لَيَــالٍ وَأَيَّــامٌ فَحَاصَـرَنِــي ** دَيْــنٌ كَلَيْــثٍ وَلَا رِيٌّ وَلاَ شِبَـــعُ
مَنْ عَابَ عُوقِـبَ فِي دُنْيَـا وَآخِـرَةٍ ** وَهَـلْ يَعِيبُ عَلَى ذِي مِحْنَـةٍ وَرِعُ
7/ 11 / 1437 هـ
الشَّمْسُ يَا رُفْقَتِي اشْتَدَّتْ ضَرَاوَتُهَا ** وَالنَّفْسُ مِنْ حَرِّهَا ضَاقَتْ بِهَا الطُّرُقُ
كَـأَنَّ شَمْـسَ الدُّنَـا تَدْنُــو لِتَلْفَحَنَـا ** وَرُبَّ صَخْــرٍ بِحَــرِّ الشَّمْـسِ يَنْفَلِـقُ
فَكَيْـفَ يَا رُفْقَتِي يَـوْمُ الزِّحَامِ إِذَا ** شَعَّـتْ عَلَى رَأْسِنَـا وَاغْتَالَنَا الْعَـرَقُ
تُوبُوا إِلَى رَبِّكُـمْ وَادْعُوهُ مَغْفِـرَةً ** وَاسْتَغْفِــرُوهُ وَدَمْـعُ الْعَيْـنِ مُنْطَلِــقُ
8/ 11 / 1437 هـ
رَمَانِـي فِي الْفُـؤَادِ بِسَهْـمِ هُـزْءٍ ** فَأَيْقَـظَ مَا تَـرَدَّدَ فِي فُـؤَادِي
وَكُنْتُ أَرَى وَأَسْمَعُ بَعْضَ سُخْرٍ ** وَلَمْ أَضَعِ الأَصَابِعَ فِي الزِّنَادِ
وَعَـرَّفَنِــي عَـدَوَاتَــهُ افْتِـــرَاءٌ ** وَتَدَلِيسٌ يُوَلْـوِلُ فِي النَّـوَادِي
حَذَارِ حَـذَارِ مِنْ خِـلٍّ حَسُـودٍ ** لَئِيمِ الطَّبْعِ مُحْتَرِفِ التَّمَـادِي
9/ 11 / 1437 هـ
إِنَّ صَدِيقِـي مَنْ وَفَـى ** فِي يَوْمِ عُسْرٍ وَضَجَرْ
وَهَبَّ نَحْـوِي مُنْجِدًا ** وَمَـا تَوَانَـى أَوْ فَتَـــرْ
وَلَيْسَ مَنْ يَصْحَبُنِي ** وَثَرْوَتِي مَـدَّ الْبَصَــرْ
وَإِنْ رَآنِـــي مُفْلِسًـــا ** قَطَّـبَ عَمْــدًا وَنَفَــرْ
10/ 11 / 1437 هـ
تَهَاوَى إِلَى بُؤْرَةِ الْمُهْلِكَـاتِ ** وَبَصْمَةُ خِنْزَبَ فَوْقَ الْجَبِينْ
نَهَارٌ ظَلاَمٌ كَرِيشِ الْغُرَابِ ** وَلَيْلٌ كَئِيبٌ كَوَجْهِ الْحَزِينْ
أَتُهْمِـلُ طِفْـلاً وَأَنْتَ الْوَلِـيُّ ** وَأُمُّ الْفَتَى فِي سُبَـاتٍ مَشِيـنْ
سَيُسْـأَلُ يَـوْمَ يَفِـرُّ الْبَنُـونَ ** أَبٌ مُهْمِــلٌ ثُــمَّ أُمُّ الْبَنِيــنْ
11/ 11 / 1437 هـ
رَكِبْتُ سَيَّارَتِـي يَوْمًـا عَلَى عَجَـلٍ ** وَسِرْتُ فِي وِجْهَتِي كَالطَّيْرِ إِنْ عَجِلَا
وَمَـا تَـوَقَّفْـــتُ إِلَّا عِنْـــدَ مُفْـتَــــرَقٍ ** بَعْـدَ الصِّـدَامِ فَلَيْتِـي كُنْـتُ مُعْتَـدِلَا
يَا سَائِقَ التَّكْسِ لاَ تُسْرِعْ وَكُنْ حَذِرًا ** فَبِالتَّأَنِّــي تَنَـــالُ الْقَصْـــدَ والْأَمَـــلَا
فَكَمْ وَكَمْ حَادِثٍ أَفْضَى إِلَى شَلَـلٍ ** وكَمْ فَتًى رَأْسُـهُ عَنْ جِسْمِـهِ انْفَصَـلَا
12/ 11 / 1437 هـ
هَبَّتْ سَحَائِبُ أَمْطَـارٍ عَلَى الشَّجَـرِ ** فَاخْضَرَّ عُودٌ وَغَنَّى الطَّيْرُ فِي السَّحَـرِ
وَالذِّكْرُ دَوَّى فَنِعْمَ الذِّكْـرُ فِي بَلَـدٍ ** مُقَــدَّسٍ نَيِّــرٍ كَـالشَّمْـــسِ وَالْقَـمَـــرِ
فَأَكْثِرُوا أُمَّتِـي مِنْ ذِكْـرِ بَارِئِكُـمْ ** فَالذِّكْرُ نُورُ الْوَرَى فِي الْقَلْبِ وَالْبَصَرِ
وَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا وَاطْلُبُوهُ رِضًا ** فَمَـنْ دَعَـــا وَارْتَجَـــاهُ آبَ بِالظَّفَـــرِ
13/ 11 / 1437 هـ
عَدَا بِسُرْعَةِ بَرْقٍ سَائِـقٌ قَـزَمُ ** وَمَـا صَغَــا لِنَصِيْـحٍ لَفْظُـهُ حِكَـــمُ
وَمَـا تَـوَقَّـفَ إِلَّا عِنْـدَ مُفْتَــرَقٍ ** بَعْدَ الصِّـدَامِ فَحَـامَتْ حَوْلَـهُ التُّهَـمُ
وَسَاهِرٌ رَصَدَ الْمُعْوَجَّ فِي عَجَلٍ ** فَهَلْ سَرِيْعُ الْخُطَى فِي النَّاسِ مُحْتَرَمُ
فَمَنْ تَعَجَّلَ فِيْ سَيْرٍ بَكَـى نَدَمًـا ** وَمَـنْ تَمَهَّــلَ مَـا زَلَّــتْ بِـهِ الْقَــدَمُ
14/ 11 / 1437 هـ
أَ تَدْعُو رُفَاتًا تَطْلُب الْفَكَّ مِنْ سِحْـرِ ** وَتَعْبُدُ مَنْ لَمْ يَنْجُ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ
أَتَلْجَـأُ لِلْمَخْلُـوقِ فِي كَشْـفِ غُمَّــةٍ ** أَعَقْلُكَ مَعْتُوهٌ أَمِ الْوَهْـنُ فِي الْفِكْـرِ
فَلَـمْ يَمْلِكِ الْمَخْلُــوقُ نَفْعًـا لِنَفْسِـهِ ** وَلاَ دَفْعَ ضُرٍّ بَيْنَ خَصْرٍ وَلَا نَحْرِ
فَلاَ تَدْعُ مَخْلُوقًا وَلَوْ كَانَ مُرْسَلًا ** وَلاَ تَدْعُ إِلاَّ اللهَ فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ
15/ 11 / 1437 هـ
يَقُولُ : طَرْفِي رَأَتْ رِئْمًا بِذِيْ سَلَـمِ ** فَبِـتُّ مِثْـلَ غُـوَاةِ الْعِشْقِ لَمْ أَنَـمِ
وَطِرْتُ شَوْقًا لِلُقْيَا مَنْ عَلِقْتُ بِهَا ** إِخَالُ مَعْشُوْقَتِيْ رُوْحِيْ وَنَبْضَ دَمِي
فَقُلْتُ يَا صَاحِ لَيْسَ الْحُبُّ مَدْرَسَـةً ** لِلْغَمْـزِ وَاللَّثْـمِ والتَّلْمِيْـحِ فِي الْكَلِـمِ
فَرَاقِبِ اللهَ وَاخْطُـبْ مَنْ عَلِقْتَ بِهَـا ** إِنْ كَـانَ حُبُّـكَ مَبْنِيًّـا عَلَى الْقِيَــمِ
16/ 11 / 1437 هـ
مَاذَا دَهَاكَ أَرَاكَ تَنْهَرُ سَائِلَا ** وَتَقْهَـرُ أَيْتَامًا وَتَغْتَابُ غَافِـلَا
وَجَارُكَ لَمْ يَأْمَنْ بَوَائِقَ جَمَّةٍ ** وَخِلُّكَ لَمْ يَسْلَمْ وَتَحْكُمُ بَاطِلَا
أَمَا سَمِعَـتْ أُذُنُ الْيَمِيـنِ لِآيَــةٍ ** وَلَا سَمِعَتْ أُذُنُ الشِّمَالِ فَضَائِلَا
فَتُبْ قَبْلَ يَوْمٍ لَمْ تَجِدْ لَكَ نَاصِرًا ** وَلَمْ تَنْـجُ مِنْ نَارٍ وَتَلْقَ غَوَائِـلَا
17/ 11 / 1437 هـ
لَا تَفْـرَحَـنَّ لِمَـا يَأْتِيــكَ مِـنْ دُرَرِ ** وَمِـنْ جَوَاهِـرَ فِيْهَـا نَكْهَــةُ الْبَطَــرِ
وَلَا عُـرُوضٍ وَأَمْـلاَكٍ مُنَـوَّعَـــةٍ ** وَلَا بِغَـانِيَـــــةٍ مِـنْ أَجْـمَـــلِ الْبَشَـــرِ
وَإِنَّمَا الْفَرَحُ الْمَحْمُوْدُ إِنْ صَنَعَتْ ** يَدَاكَ خَيْـرًا كَسَيْلِ النَّهْـرِ وَالْمَطَـرِ
وَفِي مُصَــلَّاكَ تَدْعُـو اللهَ مُبْتَهِــلًا ** فِي مَطْلَعِ الْفَجْرِ أَوْ فِي ظُلْمَةِ السَّحَرِ
18/ 11 / 1437 هـ
اخْتَرْ صَدِيقًا صَدُوقًا مُنْجِزَ الْوَعْدِ ** وَدَعْ صَدِيقًا كَذُوبًـا سَـيِّءَ الـرَّدِّ
فَذَاكَ مِثْلُ شَـذَى الأَزْهَارِ مَنْطِقُهُ ** وَذَاكَ مُتَّــزِرٌ بِالْهَـجْـــرِ وَالصَّـــدِّ
وَإِنْ بُلِيتَ بِأَطْـوَارِ الزَّمَـانِ فَلَـمْ ** تَجِدْ كَذُوبًا يُنَادِي طَوْلَكُمْ عِنْـدِي
أَمَّا الصَّدُوقُ فَتَلْقَى الـرَّدَّ فِي عَجَـلٍ ** فِي سَاعَةِ الْهَزْلِ أَوْ فِي لَحْظَةِ الْجِدِّ
19/ 11 / 1437 هـ
أَصَابَ رَأْسِي دُوَارٌ مُزْعِجٌ ضَـارِ ** كَأَنَّنِي حِيْنَ أَمْشِي مِثْلُ إِعْصَارِ
وَكَمْ طَبِيْبٍ بِمَشْفًى ضَاقَ مِنْ أَلَمِي ** وَكَمْ طَبِيْبٍ يُوَاسِيْنِي بِأَعْـذَارِ
وَكُنْتُ أَعْلَـمُ أَنَّ الْعَجْـزَ يَصْرَعُنِـي ** وَأَنَّنِي وَاقِعٌ فِي كَهْفِ أَقْدَارِي
يَا نَفْسُ تُوبِـي فَإِنَّ الْمَـوْتَ مُنْتَظِـرٌ ** وَمَـا أُصِبْتِ بِهِ تَلْوِيْـحُ إِنْـذَارِ
20/ 11 / 1436 هـ
أَتَـزْأَرُ كَالأُسْـدِ فِي غَابِهَــا ** عَلَى وَالِـدٍ أَيُّهَـا الأَحْمَــقُ
وَتَعْبَـسُ فِي وَجْهِـهِ كَالِحًـا ** كَأَنَّكَ أَنْتَ الْأَبُ الأَشْفَـقُ
أَلَـمْ تَقَـرَأِ الآيَ فِي الْوَالِدَيْـنِ ** عَمِيتَ عَنِ الْحَقِّ يَا أَخْرَقُ
فَتُبْ مِنْ عُقُوقٍ وَإِلَّا انْتَظِرْ ** لِيَوْمٍ هُوَ الْوَيْلُ وَالْخَنْـدَقُ
21/ 11 / 1437 هـ
لَا تُمْسِ إِلَّا بِقَلْبٍ خَالِـيَ الْبَـالِ ** وَلَيْسَ فِيهِ غُثَاءُ الْقِيلِ وَالْقَـالِ
وَلَا تُدَنِّسْـهُ بِالْأَحْقَادِ فِي بَشَــرٍ ** فَالْحِقْدُ مَسْلَكُ جُهَّالٍ وَضُـلَّالِ
فَمَنْ تَكُنْ رُوحُهُ كَالْبَدْرِ مُشْرِقَـةً ** سَلِيمَ فِكْرٍ يَنَمْ فِي ثَـوْبِ إِجْـلَالِ
وَاللهُ يَرْحَمُ مَنْ بَاتَتْ سَرِيرَتُهُ ** بَيْضَاءَ صَافِيَةً كَالْمَعْدِنِ الْغَالِي
22/ 11 / 1437 هـ
بَــدَأَ الْعَـــامُ فَـاسْتَعِـــدُّوا لِـدَرْسٍ ** فِيهِ نُورٌ وَأَعْظَمُ الأَجْـرِ فِيهِ
ذَاكِـرُوا الدَّرْسَ بِاجْتِهَـادٍ وَجِــدٍّ ** وَدَعُوا الْجَهْلَ لِلْكَسُولِ السَّفِيهِ
طَالِبُ الْعِلْمِ فِي ذُرَى الْمَجْدِ يَرْقَى ** وَمُحَـــــالٌ لِغَيْـــرِهِ يَرْتَقِيــهِ
فَهَنِيئًـــا لَكُــــمْ بُنَـــاةَ الْمَـعَـالِـــي ** فَلَكُـمْ مَنْصِبٌ وَمَـنْ يَعْتَلِيـهِ
23/ 11 / 1437 هـ
كَسَوْتَ الْحِبَّ أَزْهَـارًا ** شَذَاهَا ضَاعَ مِنَ فَاكَ
وَأَهْدَيْتَ الْحَـِبيبَ رِضًا ** فَمَـاذَا الْحِـبُّ أَهْــدَاكَ
صَبَرْتَ عَـلَى تَـدَلُّـلِــهِ ** فَزَادَ وَصَـارَ أَفَّـــاكَ
فَتِلْكَ طَرِيقُ ذِي عِوَجٍ ** إِذَا أَخْـلَصْـتَ أَقْصَـاكَ
24/ 11 / 1437 هـ
إِقْرَأْ كِتَابَ اللهِ فِي غَسَقِ الدُّجَى ** بِتَفَـكُّـــرٍ وَتَـدَبُّــــرٍ وَتَمَـهُّــــلِ
وَانْعَمْ بِنُورِ هُدَى الأَنَامِ وَمَجْدِهِمْ ** وَاخْشَعْ إِذَا أَمْعَنْتَ فِيهِ وَرَتِّلِ
لَمْ تَلْفَ أَجْرًا كَالْقِرَاءَةِ مُخْلِصًا ** فَإِذَا تَلَوْتَ بَنَيْتَ أَعْلَـى مَنْـزِلِ
وَاسْتَشْفِ بِالْقُـرْآنِ لَيْسَ كَمِثْلِـهِ ** شَافٍ وَكَافٍ مِنْ سِقَـامٍ مُعْضِـلِ
25/ 11 / 1437 هـ
يَخْتَالُ فِي مَشْيِهِ يَخْتَـالُ فِي الْكَلِـمِ ** يَخْتَالُ فِي صَحْبِهِ كَالذِّئْبِ فِي الْغَنَمِ
وَجَــارُهُ لَا يَـــرَى إِلَّا بَـوَائِقَـــهُ ** فِي مَطْلِعِ الشَّمْسِ أَوْ فِي هَبَّةِ الظُّلَمِ
يَا مَنْ مَلَكْتَ غِنًى وَاحْتَزْتَ مَرْتَبَةً ** دَعِ التَّجَبُّــرَ إِنَّ الْحَــالَ لَمْ تَــدُمِ
سَتَخْرُجَـنَّ مِنَ الدُّنْيَا بِـلَا رُتَبٍ ** وَلَا دَنَانِيرَ فَاحْـذَرْ مَوْقِـفَ النَّـدَمِ
26/ 11 / 1437 هـ
أُنَـاسٌ يَشْتَهُـــونَ حَسَاءَ بُـــــرٍّ ** وَقَوْمٌ يَمْلِكُونَ بِحَارَ بُـرِّ
وَمَـا بَـذَلُــوا الزَّكَـاةَ لِمُسْتَحِــقٍّ ** وَإِنْ هَدَمَ الْفَقِيرَ سِقَامُ ضُرِّ
وَلَا نَظَرُوا لِمَنْ حُرِمُوا طَعَامًا ** لِذَا حَمَلَ الْفَقِيرُ سِهَامَ شَرِّ
وَلَوْلَا الْفَقْرُ مَا احْتَدَمَتْ حُـرُوبٌ ** وَلَا دَهَمَ الشُّعُوبَ أَشَدُّ حَرِّ
27/ 11 / 1437 هـ
إِذَا مَا عِشْتَ فِي الدُّنْيَا قُرُونَا ** وَبِالْمَجْدِ الْمُؤَثَّلِ سُدْتَ فِيْنَا
وَطَأْطَأَ رَأْسَـهُ عَبْـدٌ وَحُـرٌّ ** وَأُعْطِيْتَ الْجَوَاهِرَ وَالْبَنِيْنَـا
وَكَمْ عُظَمَاءَ أَنْتَ لَهُمْ عِمَـادٌ ** وَأَقْوَى أَنْتَ مِنْ أَسَـدٍ يَمِيْنَـا
فَإِنَّـكَ مَيِّــتٌ فَاحْــذَرْ وَإِلَّا ** سَتَخْسَرُ يَا فَتَى دُنْيَـا وَدِيْنَـا
28/ 11 / 1437 هـ
هَلْ فَكَّرَ الْمَرْءُ يَوْمًا مَا الَّذِي رَبِحَا ** فِي دُنْيَـةٍ تَجْمَـعُ الْأَحْـزَانَ وَالْفَرَحَا
وَهَلْ تَأَمَّـلَ فِي أُمٍّ ثَـوَتْ جَدَثَـا ** بَعْـدَ الْحَنَـانِ وَعَطْـفٍ كَيْلُـهُ طَفَحَـا
فَلَسْتُ أَعْجَبُ إِنْ لَمْ يَعْتَبِـرْ خَبَـلٌ ** وَلَا اهْتَدَى بِنَصِيحٍ مُخْلِـصٍ نَصَحَـا
وَإِنَّمَـا عَجَبِـي مِنْ عَاقِـلٍ فَطِــنٍ ** غَاوٍ وَلَمْ يَقْتَصِدْ فِي الْمَشْيِ إِنْ سَرَحَا
29/ 11 / 1437 هـ
رَأَتْ بِعَينِ احْتِقَـارٍ رَبَّـةُ الـدَّارِ ** طِفْلًا مِنَ الْهِنْدِ يَمْشِي خَلْفَ أَسْـوَارِ
وَدِرْعُهُ مَزَّقَتْهُ الرِّيـحُ مِنْ قِدَمٍ ** فَالْفَقْرُ بَينَ الْوَرَى مِنْ حِكْمَةِ الْبَارِي
قَالَتْ بِهُزْءٍ أَرَى قِرْدًا بِلَا وَطَـنٍ ** وَاسْتَرْسَلَتْ فِي أَذَى طِفْلٍ بِإِصْـرَارِ
هَذِي الْخَطِيئَةُ يَومَ الْبَعْثِ مُهْلِكَةٌ ** تُوْدِي بِصَاحِبِهَا الْمَغْرُورِ فِي النَّارِ
30/ 11/ 1437 هـ
سَهِرْتُ يَوْمًـا عَبَثًـا ** حَتَّى أَضَاءَ الْمَشْرِقُ
وَلَـمْ أَنَــلْ فَـائِـــدَةً ** لَيْـلٌ كَئِيـبٌ مُرْهِــقُ
وَالْعُمْرُ وَلَّى مُدْبِـرًا ** تَكَادُ رُوحِي تَسْبِـقُ
إِلَى مَتَى فِي غَيْهَبٍ ** وَالذَّنْبُ سَيْلٌ مُغْرِقُ
* * * * * * * * * * *