فتلك الأماني
فأهلا وسهلا بضعـف الكبـرْ ** وضعف العظام وضعف النظرْ
قـدمـت فـأهـلا ويـا مـرحـبــا ** وهل ياتُرى من يرد القـدرْ
أبـيـت مسجًّى بداء عـضـالٍ ** وأصبـح في مسبح من كـدرْ
ففي العظـم دب شديد الونـى ** يـرافـقـه سُكَّــرٌ كــم أضــرْ
ويرتـفـع الضـغـط بين الحشا ** وهـــذا وبـاء ومـدعــاة شرْ
فهل من طبيب يدواي السقـامَ ** ويرفــع عنـي شخير الكـبـرْ
ويـرجـع مـا ضـاع مـن قـوة ** ويمـنـح راسي سواد الشعــرْ
فتلك الأمـانـيُّ ليست سـوى ** خـيــال يـمـر وطيـف خـطــرْ
وليس الطبـيب سوى جرعـة ** تُخَـفِّـفُ هَمًّـا بنـخس الإبــــرْ
ولم تشف مـن هَــرمٍ معتلٍ ** وليس يـنـيـلـك طـبٌّ وطــــرْ
يمـر الشباب كطـيـف الـكرى ** ومن قبل ضاع جمال الصغـرْ
وآمــالــنـــا فــوق أعـمــارنـا ** تزيد اندفاعـا كسيل المـطـرْ
ولـم يبق يُسْرٌ يَسُرُّ الـفـوادَ ** ولـم يـبـق عسر قبيـح الأثرْ
فـتـلـك الـدنـا مـثـل حـربـاءة ** سرور وحــزن وشيء أمــرْ
فتضحـك مـن فرحــة بالغـنـى ** وكـم فـي لـيـال يطيب السمرْ
وكم بِتَّ سهران فـي رفـقــة ** ومستانسين بضـوء الـقـمــرْ
وتـصـبــح فـي كــدر مــوثـق ** بـهــم وغـــم وبئس الـكـــدرْ
فـقــد مـات طـفـلك أو زوجــة ** وإلا أبٌ مـات مـثـل القـمـرْ
أو الأم شـلَّـت أو اغـتـالــهــا ** عدو ولم تـعـرفـوا مـن غـدرْ
فـهــذي الحـيــاة فـلا مـأمـنٌ ** ولا راحـــة فـي حيـــاة البشرْ
فـبـادر بـتـوب فـإن الـمـنـــون ** على هـامة الكل فانْو الحذرْ
فما الخـيـر إلا بصـدق المتـابِ ** وكف الأذى والهـوى والبطـرْ
فـحـــاذر فــإن الـدنـا مــركــبٌ ** يـمـوج ببحـر ومـا مـن مقـرْ
فإن المـقــر بـيــوم الـحسـاب ** فأسِّسْ ليـومٍ عـظيـم الخطـرْ
فــإمــا إلــى جــنــــــة سيـدي ** وإمـا لـنـار ومـا مـن مفـــرْ
فـيـارب عـفـوا فأنـت الرحـيــمُ ** لعـبــد يسير كـأعمـى البصـرْ
أسـاء أضــاع ولـــم يـرتــدعْ ** وكـم واجـب ثابتٍ قـد هــدرْ
إلـهـي فَـمَـنْ تـاب مـن ذنـبــه ** وأخلص في التوب ثم اعتـذرْ
فعفـوك يمـحـو الذنـوب العـظـامَ ** وإنـي أتـوب ودمعـي انهمـرْ
فَمُـَّن بعـفـــو فـأنــت العـظـيــمُ ** وأنـت العـلـيـمُ ومنـك الظـفـرْ
وصـــل وسلــم عـلـى أحـمـــدٍ ** وآلٍ وصـحـبٍ كـــرامٍ غُـــرَرْ
****************