شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
مَاذَا أَصَابَ يَرَاعَ أَهْدَلَ فَانْزَوَى ** وَدُمُوْعُـهُ مِثْلُ السَّحَابَـةِ تَمْطُـرُ
أَيْنَ الْقَصِيْـدُ فَلَمْ نَجِدْ لَكَ نَغْمَـةً ** لِلْعِـيْــدِ فِيْـهَــا بَسْمَــةٌ تَتَبَـخْـتَـرُ
فِيْهَا الزُّهُوْرُ بِلَوْنِهَا وَجَمَـالِهَـا ** وَشَذَى الْوُرُوْدِ يَحُفُّهَـا وَيُعَـطِّرُ
مَاذَا أَصَابَكَ هَلْ عَشِقْتَ غَزَالَـةً ** وَبَدَأْتَ فِي لَيْـلِ الْغِوَايَةِ تُبْحِـرُ
فَتَرَكْتَ دَرْبًا بِالْقَصَائِدِ عَامِـرًا ** وَسَلْكْتَ دَرْبًـا بِالصَّبَابَـةِ يَزْخَـرُ
فَأَجَـابَ أَهْـدَلُ لَسْتُ مِمَّنْ يُبْتَلَـى ** بِغَـزَالَـةٍ فِيْهَـا الْمَلاحَـةُ مَظْـهَرُ
كَلّا وَلا عِشْقُ الْغَـوَانِـيَ بُغْـيَتِـي ** فَــدَلاَلُـهُــنَّ تَـمَـلُّـــقٌ وَتَـكَـبُّــــرُ
وَاعْلَـمْ بَأَنَّ قَرِيْحَـتِي لَـمْ تَسْتَجِـبْ ** لِيَـرَاعِ شِعْــرِي فَالْمَقَـامُ تَحَسُّـرُ
شَعْـبٌ يُمَـزِّقُـهُ الْعَــدُوُّ بِسَيْـفِـــهِ ** وَبِـمِـدْفَــعٍ فِيْــهِ الْمَنِيَّـةُ تَـــزْأَرُ
طَوْرًا بِطَـائِـرَةٍ يَـدُكُّ حُصُونَهُـمْ ** وَالْجَيْـشُ يَـقْـتُـلُ تَــارَةً وَيُـدَمِّـرُ
وَشَرَارَةُ الصَّارُوخِ فَوْقَ رُؤُسِهِمْ ** تُمْحِـي النُّفُـوسَ وَنَارُهَـا تَتَسَعَّـرُ
بَشَّـارُ شَعْبُــكَ غَــارِقٌ بِدِمَـائِـهِ ** فِلِـمَ التَّجَبُّـرُ أَنْـتَ فِيهِـمْ أَحْقَــرُ
بَشَّـارُ شَعْبُـكَ لَـمْ يُـرِدْكَ رَئِيْسَـهُ ** أَتُسِيمُـهُ شَــرَّ الْعَـذَابِ وَتَـثْــأَرُ
يَا أُمَّتِي اسْتَبِقُـوا لِخَيْـرٍ وَانْصُـرُوا ** شَعْـبًـا فَأَنْتُمْ لِلْفَضَائِـلِ مَصْـدَرُ
هُبُّــوا لِنُـصْـرَةِ أُمَّـــةٍ مَنْكُـوْبَـــةٍ ** تَـرَكَ الْعُـدَاةُ دُمُـوعَهَـا تَتَحَـدَّرُ
فَدِمَشْقُ تَبْكِـي وَالْمَسَاجِـدُ تَشْتَكِـي ** وَالأُمُّ تَنْـدُبُ وَالصَّغِـيْـرَةُ تُـقْبَـرُ
يَا عِيدُ إِنْ أَعْرَضْتُ عَنْكَ وَلَمْ تَجِدْ ** غُــرَّ الْقَصَـائِـدِ فَالـدُّنَـا تَتَغَـيَّـرُ
يَا عِيـدُ إِنْ قَصَّرْتُ عُـذْرًا سَيِّـدِي ** فَلَقَـدْ قَدِمْـتَ وَلَيْـلُنَــا مُتَـعَـكِّــرُ
فَغَدًا سَتَرْجِعُ وَالشُّعُوبُ مُضِيـئَـةٌ ** وَزُهُورُ تَاجِكِ فَوْقَ رَأْسِكَ تُزْهِرُ
وَالأُمُّ مِـنْ فَـرَحٍ تَهَـلَّلَ وَجْـهُـهَـا ** وَالطِّفْـلُ فِي حُلَلِ الْمَسَرَّةِ يَخْطُـرُ
وَأَبُ الصَّغِيرِ عَلَى الأَسِرَّةِ يَزْدَهِي ** وَالصَّحْبُ فِي نَادِ الْـمَوَدَّةِ سُمَّرُ
كَـمْ ظَـالِـمٍ ذَلَّ الشُّعُـوبَ تَعَـنُّـتًــا ** فَــإِذَا بِــهِ فِـي هُــوَّةٍ يَتَـحَسَّــرُ
كَـمْ ظَـالِـمٍ فِـي شَـعْبِــهِ مُتَـجَـبِّـرٌ ** فَإِذَا بِـهِ بَعْــدَ التَّجَبُّـرِ يَصْـغُـرُ
فَـأَذَلَّـــهُ بَـيْــنَ الْبَــرِيَّــــةِ رَبُّـــــهُ ** وَعَـذَابُـهُ يَـوْمَ الْقِيَـامَـةِ أَكْـبَــرُ
* * * * * * * * * * *