شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
1/ 7/ 1437 هـ
إِقْنَعْ بِـرِزْقِـكَ لَيْسَ الرِّزْقُ بِالْحِـيَـلِ ** وَلَا بِعِلْـمِ الْفَتَى أَوْ قُوَّةِ الْجَـدَلِ
لَوْ كَانَ رِزْقُ الْفَتَى بِالْعِلْمِ مَا مُنِيَتْ ** رِجَالُ عِلْمٍ بِفَقْـرٍ غَيْرِ مُحْتَمَـلِ
وَكَمْ غَبِيٍّ ضَعِيْـفٍ فِي تَـصَـرُّفِـهِ ** نَالَ الْغِنَى وَفَهِيْمٍ مُعْـدِمٍ عَطِلِ
الرِّزْقُ كَالْأَجَلِ الْمَحْتُومِ فَارْضَ بِهِ ** وَكُنْ قَنُوعًا عَزِيْزَ النَّفْسِ كَالْبَطَلِ
2/ 7/ 1437 هـ
هَلِ اسْتَفَدْتَ مِنَ الدُّنْيَا سِوَى الْكَدَرِ ** إِنْ كُنْتَ فِي قَتَرٍ أَوْ مِـدْرَهٍ وَثَـرِي
سَتَسْتَفِيْـقُ غَـدًا وَالْجِسْمُ فِي وَهَـنٍ ** وَالرُّوحُ مِنْ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ فِي ضَجَرِ
أَيْنَ الْمَفَرُّ أَخَـا الدُّنْيَا فَكُنْ حَذِرًا ** فَأَنْـتَ فِي دُنْـيَـةٍ مِنْ أَعْـظَــمِ الْخَـطَــرِ
فَتُبْ إِلَى اللهِ مِنْ ذَنْـبٍ جَنَتْهُ يَـدٌ ** وَاسْتَغْـفِـرِ اللهَ فِي صُـبْـحٍ وَفِي سَحَـرِ
3/ 7/ 1437 هـ
تَأَلَّمَ إِصْبَعُ الْوُسْطَى فَأَضْحَى ** جَمِيْعُ الْجِسْمِ فِي كَهْفِ السِّقَامِ
وَبِتُّ عَلَى فِـرَاشٍ مِنْ عَـنَـاءٍ ** وَآلَامُ الـتَّـوَرُّمِ فِي تَـنَامِـي
فَجِئْتُ إِلَى طَبِيْبٍ قَالَ مَهْـلًا ** أَتَرْضَى بِالْجِرَاحِ أَخَا الْكِرَامِ
فَقُلْتُ اجْرَحْ فَكَمْ سَبَبٍ شِفَاءٌ ** بِأَمْـرِ اللهِ مِـنْ أَلَـمِ الْعِـظَـامِ
4/ 7/ 1437 هـ
أَمِطِ الْأَذَى مِنْ أَيِّ دَرْبٍ تُؤْجَـرُ ** إِنَّ التَّوَاضُعَ يَا ابْنَ آدَمَ مُثْمِرُ
خَلِّ السَّبِيْلَ إِذَا اسْتَطَعْتَ سَلِيْمَـةً ** مِنْ حُـفْـرَةٍ وَقَـذَارَةٍ تَتَبَعْثَـرُ
فَالشَّرْعُ يَأْمُـرُ فَامْتَثِلْ لِأَوَامِرٍ ** فِيْهَا نَجَـاحٌ يَـوْمَ تُبْعَثُ مُبْهِـرُ
وَيْلٌ لِمَنْ يَرْمِي أَذًى مُتَعَمِّدًا ** إِنَّ الْمُسَبِّبَ لِلْأَذَى مُتَجَـبِّـرُ
5/ 7/ 1437 هـ
رَأَيْتُ شَيْخًا عَلَيْهِ النَّاسُ تَزْدَحِـمُ ** وَالْكُـلُّ فِي طَـرَبٍ وَالشَّيْخُ يَبْتَسِمُ
وَكَمْ رَأَى بَصَرِي تَقْبِيْلَ وَجْنَتِهِ ** وَالزَّوْرُ يَمْدَحُهُ وَالصَّحْبُ وَالْخَدَمُ
فَقُلْتُ لِلنَّفْسِ هَذَا عَـالِـمٌ فَطِـنٌ ** لَهُ احْتِرَامٌ وَهَـلْ كَالْعِلْـمِ يُحْتَرَمُ
سَأَلْتُ عَنْهُ فَلَا عِلْـمٌ وَلَا أَدَبٌ ** لَـكِـنَّـهُ ذُو غِـنًـى أَذْنَـابُـهُ أُمَـــمُ
6/ 7/ 1437 هـ
لَيْسَ عَيْبًا عَلَى عَمِيْدِ الْقَبِيْلَـهْ ** وَعَلَى الشَّيْخِ ذِي الْعُلُومِ الْجَلِيْلَهْ
أَنْ تَرَاهُ فِي مُنْتَدَى ابْنِ سِبَاقٍ ** أَوْ تَـرَاهُ فِي مَطْعَـمِ ابْنِ بَلِيْلَهْ
إِنَّمَـا الْعَيْـبُ ظَنُّـهُ كِبْرِيَاءً ** أَنَّهُ النَّجْـمُ فِي الْـوَرَى لَا مَثِيْلَهْ
يَـتَـغَــطَّــى إِذَا رَآهُ أُنَــاسٌ ** فَوْقَ مُهْرٍ هَلِ الرُّكُوبُ رَذِيْلَـهْ
7/ 7/ 1437 هـ
رَأَى زُهَيْـرٌ ظَبْـيَـةً ** عَبْرَ اتِّصَـالٍ ضَائِـعِ
كَأَنَّهَا شَمْسُ الضُّحَى ** تَـبْـدُو بِـثَـغْـرٍ لَامِــعِ
هَــامَ بِهَـا فَأَصْبَحَـتْ ** زَوْجَ الْعَشِيْقِ الْخَاضِعِ
أَفَـــاقَ مِنْ غَـفْـلَـتِـهِ ** عَلَـى دُنَــا الْفَـظَـائِـعِ
8/ 7/ 1437 هـ
قِفْ بِسُوقِ اللِّبَاسِ وَانْظُرْ مَلِيَّا ** سَتَــرَى هِـنْــدَ والـرَّبَـابَ وَمَـيَّـا
وَتَرَى الْبَدْرَ وَالْعُمَيْـرَ وَزَيْـدًا ** لَا يُــرِيْــدُونَ إِنْ تَــأَمَّـلْــتَ أَيَّ
غَيْرَ هُـزْءٍ وَنَظْـرَةِ اسْتِخْفَـافٍ ** وَتَــلَاقٍ وَكَــمْ كَشَفْــنَ الْمُـحَـيَّــا
يَا أُهَيْلَ الْحِجَـا اسْعِفُونِي بِـرَدٍّ ** هَلْ سَيَرْضَى الضَّمِيْرُ إِنْ كَانَ حَيَّا
9/ 7/ 1437 هـ
الْغِشُّ كَهْفُ الظَّالِمِ الْمُتَجَبِّرِ ** وَنِـتَـاجُ فِـكْـرٍ مُظْلِـمٍ مُسْتَهْتِـرِ
تِلْكَ الدَّنَـاءَةُ يَرْتَـدِيْهَا جَائِـرٌ ** أَوْ خَاسِرٌ يَمْشِي بِدَرْبِ الْمُفْتَرِي
وَكَفَى بِأَنَّ رَسُولَنَـا مُتَبَـرِّئٌ ** مِمَّـنْ يَغُشُّ فَتُبْ وَأُبْ وَاسْتَغْفِــرِ
أَوْ نَارَ خِزْيٍ يَوْمَ تُبْعَثُ ظَالِمًا ** وَالْكُلُّ مُنْتَظِـرٌ لِحَـقٍّ فَـاحْــذَرِ
10/ 7/ 1437 هـ
نِمْتَ وَالشَّيْخُ يَشْرَحُ التَّفْسِيْرَ ** وَتَمَادَيْتَ فِي الْمَنَامِ كَثِيْرَا
وَانْتَهَى الدَّرْسُ يَا نَـؤُومُ وَلَمَّـا ** تَسْتَفِدْ قَطُّ بَلْ بَذَلْتَ شَخِيْرَا
أَيُّ حَـالٍ كَمِثْلِ حَـالِكَ دَرْبٌ ** مُكْفَهِـرٌّ لَمْ يَعْـرِفِ التَّنْوِيْـرَ
لَيْسَ يَنْجُو مِنَ التَّقَهْقُرِ غِــرٌّ ** يَهْدِرُ الْوَقْتَ مَا يَجِدُّ الْمَسِيْرَ
11/ 7/ 1437 هـ
أُكَـلِّـمُـهُ يَـفِـرُّ الْخِـلُّ مِـنِّـي ** فَقُلْتُ تَكَبُّرٌ أَقْصَاهُ عَنِّـي
مَضَى وَقْتٌ فَجَاءَ إِلَيَّ يَسْعَى ** بِأَعْذَارٍ فَقُلْتُ أَسَأْتُ ظَنِّي
يَقُولُ نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْمًا ** فَيَمْتَنِعُ الْكَـلَامُ وَلَوْ لِجِـنِّـي
أَسَأْتَ الظَّنَّ فِيَّ وَأَنْتَ خِـلٌّ ** وَسُوءُ الظَّنِّ مِنْ خُلُقِ التَّدَنِّي
12/ 7/ 1437 هـ
مَهْمَا سَجَدْتَ لِوَجْهِ اللهِ إِذْعَانَـا ** وَطُفْتَ بِالْبَيْتِ تَرْجُو اللهَ غُفْرَانَا
تَجِدْ حُقُوقَ عِبَادِ اللهِ ثَابِتَةً ** لَمْ تُمْحَ إِنْ طُفْتَ أَوْ صَلَّيْتَ أَزْمَانَـا
حَتَّى تُؤَدَّى بِلَا غِشٍّ وَلَا حِيَلٍ ** فَـكُـنْ عَلَى حَـذَرٍ لَا تَأْتِ بُهْتَانَـا
فَاللهُ عَـدْلٌ وَفِي الْقُرْآنِ بَيَّنَـهُ ** فَـكَـيْـفَ تَـظْـلِـمُ يَـا إِنْسَانُ إِنْسَانَــا
13/ 7/ 1437 هـ
كَيْفَ تَرْضَى بِأَنْ تَكُـونَ أَسِيْرَا ** تَهْـدِرُ الْوَقْـتَ مَا اسْتَفَدْتَ كَثِيْرَا
إِنَّ وَاتْسَابَــكَ الـنَّـدِيْـمَ لَشَـرٌّ ** إِنْ أَسَأْتَ التَّفْـكِـيْـرَ وَالتَّـدْبِيْرَ
فَاقْصِرَنْهُ عَلَى الْمُهِمَّاتِ قَصْرًا ** وَدَعِ الْهُــزْءَ فِـيْــهِ وَالتَّحْـقِـيْـرَ
وَاعْبُدِ اللهَ وَاجْتَنِبْ قَوْلَ زُورٍ ** مَنْ تَعَدَّى فَسَوْفَ يَصْلَى سَعِيْرَا
14/ 7/ 1437 هـ
الْبَيْتُ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي صَحْنِهِ رَجُلٌ ** فَإِنَّهُ فِي خَـيَـالِ الْعَقْلِ مَشْبُـوهُ
غَابَ الْوَلِيُّ فَلَا تَقْرَبْ بِسَاحَتِهِ ** مِنْ دُونِ مَا سَبَبٍ أَوْ أَنْتَ مَعْتُوهُ
فَمَوْطِنُ الشَّكِّ لَا يَرْضَـاهُ ذُو خُلُـقٍ ** وَمَنْ أَتَى رِيْبَةً فَالنَّاسُ تَقْلُـوهُ
اللهَ اللهَ فِـي تَـهْـذِيْـبِ أَنْـفُسِنَـــا ** وَمَنْ تَهَـذَّبَ مَنْ فِي النَّاسِ يَعْلُـوهُ
15/ 7/ 1437 هـ
رَسَبَ الشِّبْلُ فِي امْتِحَانِ الدُّرُوسِ ** وَتَسَجَّــى بِـلَـيْـلِـهِ الْمَـنْـحُـــوسِ
وَبَدَا الْحُـزْنُ فَوْقَ وَجْـهٍ كَئِيْبٍ ** وَهَمَى الدَّمْعُ مِنْ عُيُونِ الْعَبُوسِ
هَـلْ تَـذَكَّـرْتَ كَمْ أَضَعْتَ لَيَـالٍ ** بَـيْـنَ لَهْــوٍ وَبَـيْـنَ شَرِّ جَلِيْسِ
فَاعْـتَـبِـرْ وَارْتَــدِعْ وَعُــدْ بِنَشَاطٍ ** سَوْفَ تَعْلُو أُخَيَّ هَـامَ الرُّؤُوسِ
16/ 7/ 1437 هـ
يَعِـظُ النَّاسَ قُلْتُ شَيْخُ الْعُلُـومِ ** نَيِّرٌ فِي الْوَرَى كَضَوْءِ النُّجُومِ
فَـرَوَى لِلْأَنَامِ جُـزْءَ حَدِيْـثٍ ** مِنْ كَذُوبٍ يَرْوِيْهِ بِالْمَفْهُـومِ
أَيُّ وَعْظٍ وَأَنْتَ تَرْوِي لِجَمْـعٍ ** مَا افْتَرَتْهُ الْغُـوَاةُ أَهْـلُ الْجَحِيْمِ
فَدَعِ الْوَعْظَ لَسْتَ أَهْلًا لِوَعْظٍ ** كَمْ فَتَحْتُمْ مِنْ ثَغْرَةٍ لِخُصُـومِ
17/ 7/ 1437 هـ
صَلَّى وَأَوْجَزَ فِي الصَّلَاةِ الْوَاجِبَهْ ** أَرْكَانُهَا عِنْدَ الْمُـصَـلِّي غَـائِبَهْ
لَـمْ يَطْـمَـئِـنَّ كَـأَنَّـهُ فِي مَلْعَـبٍ ** أَوْ فِي سِبَاقٍ أَوْ مَرَاقِصِ رَاهِبَهْ
لَيْسَ الصَّـلَاةُ كَمَا فَعَلْتَ وَمَا أَرَى ** وَهَلِ الصَّلَاةُ بِدُونِ رُكْنٍ صَائِبَـهْ
فَاسْأَلْ ذَوِي عِـلْـمٍ بِـدُونِ تَـرَدُّدٍ ** إِنْ كُنْتَ تَخْشَى أَنْتَ سُوءَ الْعَاقِبَهْ
18/ 7/ 1437 هـ
أَقُولُ لِزَيْدٍ رِفْعَةُ الْمَرْءِ فِي الْجِـدِّ ** وَبِالْعِلْمِ يَرْقَى سُلَّمَ الْعِزِّ وَالْمَجْدِ
وَمَـا خَـلَـقَ اللهُ الْعِـبَــادَ لِـدُنْـيَــةٍ ** وَلَا طَلَبٍ لِلرِّزْقِ وَالْأَخْـذِ وَالرَّدِّ
بَلِ الْخَلْقُ مِنْ أَجْلِ الْعِبَادَةِ فَاعْبُدُوا ** هَنِيْئًـا لِمَـنْ يُـوفُـونَ للهِ بِالْعَـهْـدِ
وَوَيْلٌ لِمَـنْ رَامَ الْحَيَـاةَ وَمَا وَفَـى ** بِعَهْدٍ وَلَا وَعْدٍ وَلَا شُكْرَ فِي سَعْدِ
19/ 7/ 1437 هـ
حَصَلَ الْقَضَاءُ صَدَمْتَ مَوْتَرَ رَاكِبٍ ** وَكَسَرْتَ شَيْئًا مِنْ زَخَارِفِ جَانِبِ
فَلِـذَا اعْتَرَفْـتَ وَمَا فَـرَرْتَ مَخَافَـةً ** للهِ دَرُّكَ مَـا اسْتَهَـنْـتَ بِـوَاجِـبِ
كَـمْ عَـابِـثٍ ظَـلَـمَ الْعِـبَـــادَ تَعَـنُّـتًـا ** وَشَكَى افْتِرَاءً وَاسْتَعَانَ بِكَـاذِبِ
وَبِـدَمْـعِ تِـمْسَاحٍ بَــدَا مُـتَـظَـلِّـمًـا ** مَا خَافَ حُكْمًا يَوْمَ حَقٍّ لَازِبِ
20/ 7/ 1437 هـ
قَرُبَ امْتِحَانُكَ فَاسْتَعِـدَّ لِخَوْضِـهِ ** فَإِذَا نَجَحْتَ ظَفِـرْتَ بِالْمَـأْمُـولِ
وَالْغِشُّ فَاحْـذَرْ أَنْ تَحُـومَ بِبَابِـهِ ** فَـالْغِـشُّ مِـهْـنَـةُ فَـاشِلٍ وَكَسُولِ
وَاحْمَـدْ إِلهَكَ عِنْدَ بَـدْءِ إِجَابَـةٍ ** وَاهْرُبْ مِنَ التَّخْمِيْنِ فِي التَّدْلِيْلِ
هَذَا اخْتِبَارُكَ فِي الدُّنَا يَا سَيْدِي ** فَـاعْمَـلْ لِيَومٍ مُرْعِبٍ وَمَهُولِ
21/ 7/ 1437 هـ
أَبُـوكَ يَحْمِـلُ أَثْقَـالًا وَيَحْـتَـمِـلُ ** وَأَنْتَ تَلْهُو بِغَمْزِ الْعَيْنِ يَا رَجُـلُ
أَمَا خَشِيْتَ عِقَابًا يَـوْمَ قَارِعَـةٍ ** وَسُوْءَ خَاتِمَةٍ حِيْنَ انْقَضَى الْأَجَلُ
فَأَيْنَ خَفْضُ جَنَاحِ الذُّلِّ هَلْ لَعِبَتْ ** بِكَ الشَّيَاطِيْنُ لَا خَوْفٌ وَلَا خَجَلُ
أَطِعْ أَبَـاكَ وَكُـنْ رُكْـنًـا لِوَالِـدَةٍ ** فَاللهُ يَأْمُــرُ وَالْمَـخْـلُـوقُ يَمْـتَـثِـلُ
22/ 7/ 1437 هـ
خَفِّفِ السُّرْعَةَ إِنْ كُنْتَ فَتًى ** كَيْفَ يَسْعَى فِي هَلَاكٍ مَنْ عَقَلْ
كَمْ عَجُولٍ لَمْ يَزَلْ فِي سِجْنِهِ ** مُـنْـذُ أَنْ أَهْلَكَ طِفْـلًا بِعَـجَـلْ
تَـرَكَ الْأَهْـلَ بِبَيْتٍ مُـوْحِشٍ ** وَمُعَـانَـاةٍ فَـكَمْ دَمْــعٍ هَـطَـلْ
إِتَّـقِ اللهَ وَلَا تَعْجَــلْ وَهَـلْ ** يَـتَـأَنَّـى غَـيْـرُ صَبَّـارٍ بَـطَـلْ
23/ 7/ 1437 هـ
إِصْبِرْ عَلَى الْجَارِ صَبْرَ السَّيِّدِ الْفَهِمِ ** وَارْحَمْ بَنِيهِ وَمَنْ يَأْوِيْهِ وَاحْتَرِمِ
جِبْرِيْلُ أَوْصَى بِهِ أَكْـرِمْ وِفَادَتَـهُ ** وَكُنْ لَهُ سَنَدًا مِنْ وَطْأَةِ الْغُـمَـمِ
مَنْ جَارُهُ الْحَقُّ لَا يَأْمَـنْ بَوَائِقَـهُ ** فَالْمُصْطَفَى قَدْ نَفَى إِيْمَانَهُ الْتَزِمِ
وَاحْذَرْ تُكَدِّرُهُمْ مِنْ دُونِ مَا سَبَبٍ ** فَبِـرُّهُـمْ وَاجِـبٌ فَاسْعَدْ بِبِرِّهِـمِ
24/ 7/ 1437 هـ
خَرَجْتُ فِي رِحْلَةٍ فِي قِمَّةِ الْجَبَلِ ** وَكُنْتُ فِي عُطْلَـةٍ خَـالٍ بِـلَا عَـمَـلِ
رَجَعْتُ مِنْ رِحْلَتِي وَالْفِكْرُ فِي عَجَبٍ ** مِمَّا رَأَى مِنْ صُنُوفِ الْجَهْلِ وَالْخَبَـلِ
رَأَى اخْتِلَاطًا كَـأَنَّ الْأَرْضَ ضَيِّقَـةٌ ** مَا أَضْيَقَ الْأَرْضَ فِي مَنْظُومَةِ الْحِيَلِ
فَـالاخْــتِــــلَاطُ عِــبَـــادَ اللهِ مَـفْسَدَةٌ ** وَزَلَّـةٌ فَاحْــذَرُوا مِنْ هُــوَّةِ الـزَّلَلِ
25/ 7/ 1437 هـ
دَعِ التَّفَاخُرَ فِي مَا حُزْتَ مِنْ نِعَمِ ** وَاحْذَرْ مُضَايَقَةَ الْمِسْكِينِ بِالْكَلِمِ
فَمَنْ حَبَاكَ وَأَعْطَاكَ الدُّنَا كَرَمًا ** هُوَ الَّذِي حَرَمَ الْمِسْكِينَ فَالْتَزِمِ
فَكَمْ وَكَمْ حُرِمُوا بَعْـدَ الْغِنَى وَلَكَـمْ ** أَغْنَى فَقِيْرًا فَكَمْ للهِ مِنْ حِكَـمِ
فَكُنْ مَعَ اللهِ تَنْجُو يَوْمَ قَارِعَةٍ ** وَمَنْ أَبَى دَرْبُهُ فِي مُنْتَهَى النَّدَمِ
26/ 7/ 1437 هـ
زَيْـدٌ كَبَصْمَـةِ إِبْهَامِـي يُلَازِمُـنِـي ** وَكُنْتُ أَحْسِبُهُ فِي دُنْيَتِي سَنَدَا
فَجِئْـتُ فِي حَـاجَـةٍ لَيْسَتْ مُكَلِّـفَـةً ** وَلَا بِمَـالٍ سَتُقْضَى حَاجَتِي أَبَـدَا
فَغَضَّ طَرْفًا وَوَلَّى مُدْبِرًا فَرَأَتْ ** عَيْنِي خِدَاعًا وَقَبْلًا رَافَقَتْ رَمَدَا
فَابْحَثْ بِعَقْلِكَ عَنْ خِلٍّ يَفِيضُ رِضًا ** مُهَذَّبًا صَالِحًا لَمْ يَحْتَقِرْ أَحَـدَا
27/ 7/ 1437 هـ
ذَاكَ شَيْخٌ فِي مَطْعَـمٍ يَتَغَـذَّى ** وَالتَّـلَامِـيـذُ خَـلْـفَــهُ تَـتَـــرَامَــى
كُلُّهُمْ يَعْجَبُـونَ مِنْهُ وَقَالُـوا ** أَنْتَ فِي السُّوقِ تَأْكُلَنَّ الطَّعَامَ
قُلْتُ قُولُوا كَسَابِقِيْكُـمْ بِجَهْـلٍ ** ( مَالِهَذَا الرَّسُولِ ) وَاحْذُوا تَمَامَا
لَيْسَ عَيْبًا بِأَنْ يَكُونَ بِسُوقٍ ** إِنَّمَا الْعَيْبُ أَنْ نَكُـونَ حُطَامَـا
28/ 7/ 1437 هـ
حَقًّا دَرَسْتَ وَنِلْتَ السَّبْقَ فِي الدَّرْسِ ** وَكُنْتَ تَظْهَـرُ مِثْلَ الْبَـدْرِ وَالشَّمْسِ
وَسِرْتَ شَيْخًـا لَكُمْ فِي رَبْعِنَـا شَرَفٌ ** وَأَنْتَ تَنْصَـحُ وَالْأَقْـوَامُ كَالْخُـرْسِ
مَهْمَا بَلَغْـتَ فِـإِنَّ الْعِلْـمَ مَزْرَعَـةٌ ** وَأَنْتَ فِي طَرَفٍ تَرْنُو إِلَى الْوَرْسِ
دَعِ التَّفَـاخُرَ تَسْلَـمْ مِنْ عَـوَاقِـبِـهِ ** يَوْمَ الزِّحَـامِ وَيَوْمَ السَّعْـدِ وَالنَّحْسِ
29/ 7/ 1437 هـ
رَأَيْتُهُ هَاجِمًـا كَالْأُسْدِ فِي الْغَـابِ ** وَالْخَصْمُ فِي هَلَعٍ يَجْرِي إِلَى الْبَابِ
فَقُلْتُ زَيْدٌ شَدِيْـدُ الْبَطْشِ مُـدَّرِعٌ ** بِقُوَّةِ الْقَلْبِ فِي صَحْـبٍ وَأَتْـرَابِ
فَجِئْتُ لِلْخَصْمِ لَيْتِي مَا ظَفِرْتُ بِهِ ** رَأَيْتُ طِـفْـلًا وَدِيْعًـا بَيْنَ طُـلَّابِ
فَقُلْتُ زَيْـدٌ لَئِيْمُ الطَّبْـعِ ذُو عِـوَجٍ ** يَزْهُو كَلَيْثٍ عَلَى طِفْلٍ بِلَا نَابِ
30/ 7/ 1437 هـ
سَأَلْـتُـهُ فَـرَنَـا نَحْـوِي بِإِعْـجَــابِ ** وَقَـالَ تَهْـزَأُ بِي يَا شَيْـخَ طُلَّابِي
فَقُلْتُ مَهْلًا هَلِ الْأَشْيَاخُ مَا جَهِلُوا ** أَمْرًا فَدَعْ يَا فَتَى مَدْحِي بِإِطْنَـابِ
إِنِّي سَأَلْتُكَ مُحْتَـارًا فَكُنْ فَطِنًـا ** فَكَمْ مَسَائِلَ مَا ضَاءَتْ عَلَى بَابِي
فَشَيْخُكُمْ طَالِبٌ حُلُّوا مَشَاكِلَهُ ** كَمَا يَحُـلُّ لَكُمْ أَنْتُـمْ أُصَيْحَـابِي
* * * * * * * * * * *