شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
1/ 6/ 1437 هـ
أَرَاكَ مَعَ الشَّطْرَنْجِ يَوْمًا وَلَيْلَةً ** كَأَنَّكَ فِي كَـهْـفِ الْجَهَـالَـةِ تَسْبَـحُ
وَفِي مَلْعَبِ التَّرْفِيهِ فِكْرُكَ مُوْثَقٌ ** وَعَقْلُكَ مِنْ وَفْرِ الْخَسَارَةِ يَطْـفَـحُ
وَدَرْسُكَ مَنْسِيٌّ كَوَعْـظِ مُعَلِّـمٍ ** وَسِفْرُكَ فِي الْهِجْرَانِ يُمْسِي وَيُصْبِحُ
أَفِقْ أَيُّهَا الْمَغْرُورُ وَقْتُكَ جَوْهَـرٌ ** وَهَلْ مُهْدِرُ الْوَقْتِ الثَّمِينِ سَيَنْجَـحُ
2/ 6/ 1437 هـ
فَحِينَمَا اشْتَدَّ الْغَضَبْ ** كَالنَّارِ فِي كُومٍ حَطَبْ
أَصْبَحْتَ غُولًا مَـارِدًا ** خَالِي الْوِفَاضِ مِنْ أَدَبْ
طَلَّقْتَ زَوْجًا عَامِـدًا ** حَمَلْـتَ طِفْـلًا فَـارْتَعَـبْ
وَحِينَ زَالَتْ غَضْبَةٌ ** نَـدِمْـتَ فَاتْعِسْ بِالسَّبَـبْ
3/ 6/ 1437 هـ
كُنْـتَ فَـقِـيْـرًا مُعْـدِمًـا ** فِي مَسْجِدِ ابْنِ دِرْهَـمِ
تَـنَــامُ دُونَ مَــأْكَـــلٍ ** فِي صَحْنِ بَيْتٍ مُظْلِمِ
فَـهَــبَّ يُسْرٌ مُـبْـهِـــرٌ ** نَسِيْتَ شُكْرَ الْمُنْعِـمِ
وَبِتَّ تَزْهُو فِي الْوَرَى ** فَـأْنْـتَ إِنْسَانٌ عَـــمِ
4/ 6/ 1437 هـ
أَخْطَأْتَ فِي حَقِّ امْرِئٍ ** وَمَا اعْتَذَرْتَ يَا فَتَـى
ذَنْبٌ سَيَبْقَى صَـارِخًـا ** فِي سَمْعِ مَغْرُورٍ عَتَا
مَا ضَاعَ حَقٌّ لِامْـرِئٍ ** وَالْحُكْمُ يَوْمُ الْمُشْتَكَى
وَالظُّـلْـمُ لَيْـلٌ حَـالِكٌ ** مَتَـى سَتَنْقَـادُ مَـتَـى
5/ 6/ 1437 هـ
لَيْسَ فِي الدُّنْيَا بَقَـاءٌ ** كُـلُّ حَيٍّ سَيَمُوتُ
هِيَ ظِلٌّ خَلْفَ دَوحٍ ** كَـمْ ثَـوَانٍ وَيَـفُـوتُ
وَهُـنَـا بَيْـتٌ مُـفِـيــدٌ ** فِي فُؤَادِي مَا حَيِيْـتُ
إِنَّمَـا الدُّنْـيَـا كَبَـيْـتٍ ** نَسَجَتْهُ الْعَنْـكَـبُـوتُ
6/ 6/ 1437 هـ
أُدْخِلْتُ مَشَفًى لِلعِـلَاجِ كَأَنَّـنِـي ** مِنْ فَرْطِ آلامِي صَرِيعُ سِهَامِ
وَرَمَقْتُ شُبَّانًـا تَسِيلُ دُمُوعُـهُـمْ ** فَـوْقَ الْخُـدُودِ مُفَتَّتِـي أَعْظَـامِ
فَحَمِدْتُ رَبِّي أَنَّ دَمْعِيَ مَا هَمَى ** وَعِظَامُ جِسْمِي لَمْ تُصَبْ بِحُسَامِ
فَمُصِيبَتِـي هَانَتْ لِشِدَّةِ مَا رَأَتْ ** عَيْنِي فَأَشْكُرُ مُـغْـدِقَ الْإِنْـعَـامِ
7/ 6/ 1437 هـ
سَأَلْتُ قَرِيبًا مَا السَّجَائِـرُ يَا فَتَـى ** فَقَـالَ دُخَـانٌ فِي الْمَضَرَّةِ بَارِعُ
فَقُلْتُ أَفِي شَفْـطِ الدُّخَـانِ مَـضَـرَّةٌ ** فَقَـالَ بَـلَاءٌ فِي الْحُشَاشَةِ قَابِـعُ
فَقُلْتُ أَرَاكَ أَعْتَدْتَ شُرْبَ مَضَرَّةٍ ** وَتَحْرِيمُهُ كَالْبَدْرِ فِي اللَّيْلِ سَاطِعُ
فَـتُـبْ وَارْتَـدِعْ وَادْعُ الْإِلـهَ فَـإِنَّـهُ ** سَيَشْفِيكَ مِنْ بَلْوَى فَـرَبُّـكَ سَامِـعُ
8/ 6/ 1437 هـ
أَكْرِمِ الضَّيْفَ وَاهْجُـرِ التَّبْذِيْـرَا ** فَالْجَـوَادُ الْكَرِيـمُ لَيْسَ فَـخُـورَا
كَـمْ أُنَـاسٍ رَأَيْتُ مِنْ دُونِ فِكْـرٍ ** عَشِقُوا الْفَخْرَ وَاسْتَحَبُّوا الظُّهُورَا
ضَيَّعُوا الْمَالَ فِي بِسَاطِ ضُيُوفٍ ** لَمْ يَخَافُوا يَوْمًا بَـدَا قَمْطَـرِيْرَا
إِتَّـقِ اللهَ وَاقْـتَـصِــدْ لَكَ أَجْـــرٌ ** وَتَـصَــدَّقْ إِذَا الْتَقَـيْـتَ فَـقِـيْــرَا
9/ 6/ 1437 هـ
عَجِبْتُ مِنْ أُمَّـةٍ لِلدِّيْـنِ تَنْتَسِبُ ** وَفِعْلُهَا عَنْ قَضَاءِ الشَّرْعِ مُنْسَحِبُ
دِيْنٌ قَوِيْمٌ أَتَى بِالنُّورِ فَامْتَثَلَـتْ ** نَـاسٌ وَخَالَفَهُ مَنْ فِكْـرُهُ خَـرِبُ
يَأْتِيْهِ مَنْ يَدَّعِي أَنَّ ابْنَ زَائِدَةٍ ** نَـاءٍ عَنِ الْخَيْـرِ لِلسَّوْءَاتِ يَقْتَـرِبُ
فَمَا تَثَبَّتَ مِنْ قَولٍ وَقَدْ أَمَـرَتْ ** بِهِ الشَّرِيعَةُ حَتَّى لَـوْ أَتَاكَ أَبُ
10/ 6/ 1437 هـ
أَمْسَيْتَ فِي الْكَرْبِ فِي أَثْـوَابِ مُنْهَـزِمِ ** وَالْجِسْمُ مِنْ وَطْأَةِ الْآلَامِ فِي سَقَـمِ
دَعَوْتَ ذَا الْمَنِّ أَنْ يُنْجِيكَ مِنْ كُرَبٍ ** وَمِنْ هُمُومٍ كَوَجْهِ الْغُولِ فِي الظُّلَمِ
فَاللهُ أَنْـجَـاكَ مِنْ هَـمٍّ وَمِنْ كُـرَبٍ ** فَعُدْتَ تَسْبَحُ فِي النِّسْيَانِ مِثْلَ عَمِ
أَمَا تَذَكَّـرْتَ لُطْفَ اللهِ حِيْنَ بَـدَتْ ** عَيْنَاكَ مِنْ وَكْـرِهَا مِنْ شِدَّةِ الْأَلَمِ
11/ 6/ 1437 هـ
كُلْ مَا اشْتَهَيتَ بِلَا شُحٍّ وَلَا سَرَفٍ ** وَاخْتَرْ مَآكِلَ لَمْ تَعْبَثْ بِهَا الْحِقَبُ
وَدَعْ مَـآكِـلَ غَـذَّوْهَـا بِحَـافِـظَـةٍ ** وَاحْذَرْ مَصَانِعَ بِالْإِعْلَامِ تَكْتَسِبُ
فَكَمْ غِذَاءٍ بِبَطْنِ الْكِيسِ مُـذْ زَمَـنٍ ** وَكَمْ وَكَمْ عُلَبٍ حَاطَـتْ بِهَا الرِّيَبُ
فَـأَسْعَـفُـوهَـا بِـإِعْـلَانٍ وَيَـا أَسَفَـى ** مِلْنَا لِمُسْعَـفَـةٍ إِعْـلَانُـهَـا كَـذِبُ
12/ 6/ 1437 هـ
خَـلِّ ظَاهِرَكَ الْمَشْهُورَ كَالذَّهَـبِ ** صَافٍ كَبَاطِنِكَ الْمَخْفِـيِّ لَسْتَ غَبِـي
مُنَافِقٌ مَنْ يُرَى فِي ثَوْبِ مُحْتَرَمٍ ** وَمَا اخْتَفَى شَانَهُ التَّدْلِيْسُ فَاجْتَنِبِ
يَوْمَ الْجَـزَاءِ سَتَلْقَى مِثْلَ مَا لَقِيَـتْ ** مِنْكَ الْخَلَائِقُ لَيْسَ الصِّدْقُ كَالْكَذِبِ
فَاغْنَمْ بَقِيَّةَ عُمْرٍ فِي الْحَيَاةِ فَكَمْ ** ضَاعَتْ لَيَالٍ مَعَ الْأَيَّامِ فِي اللَّعِبِ
13/ 6/ 1437 هـ
كَيْفَ تَنْهَى عَنِ الْأَذَى كُلَّ حِينٍ ** ثُــمَّ تَسْعَـى بِغِيبَـةٍ وَنَمِـيـمَـهْ
وَتُنَـادِي إِلَى الْجِهَـادِ فَـهُـبُّـوا ** يَا رِفَاقِي وَأَنْتَ صِفْرُ الْعَزِيْمَهْ
ثُـمَّ تَنْـهَـى عَـنِ الشَّتَائِـمِ قَـوْمًـا ** وَيُـدَوِّي لِسَانُـكُـمْ بِالشَّتِيْـمَـهْ
إِتَّــقِ اللهَ فَـالْحِسَـابُ عَسِيْــرٌ ** لِمَنِ انْقَـادَ لِلفِعَـالِ الْوَخِيْمَـهْ
14/ 6/ 1437 هـ
حَسِبْتُهُ الْبَحْرَ فِي عِلْمٍ وَفِي أَدَبٍ ** حِيْنَ انْبَرَى كَأَبِي الْمِغْوَارِ فِي الْفَتْوَى
أَصَغْتُ أُذْنِي وَإِذْ بِالشَّيْخِ مُنْفَعِلٌ ** يَسُبُّ يَلْعَـنُ جَـهْـرًا تِـلْـكُـمُ الْبَـلْـوَى
فَلَيْسَ ذُو ثِقَةٍ مَنْ نَقْدُهُ سَفَـهٌ ** لِسَانُهُ كَلَهِـيْـبِ النَّـارِ فِي الدَّعْـوَى
شَيْخٌ كَصُلْبِ حَدِيْـدٍ فِي تَعَصُّبِـهِ ** لَمْ يَرْضَ إِلَّا بِمَا يَرْجُو وَمَا يَهْـوَى
15/ 6/ 1437 هـ
أُرْفُقْ بِطِفْلِكَ لَا تَصْرُخْ فَتُفْزِعَهُ ** وَدَعْ مُهَاجَمَةً بِالسَّوْطِ فِي الرَّاسِ
وَصُنْ لِسَانَكَ مِنْ سَبٍّ فَكَمْ حَفِظَتْ ** أَطْفَالُنَا نَغَمًا مِنْ لَفْـظِ أَدْنَـاسِ
فَعَقْلُ طِفْلِكَ لَمْ يَنْضَجْ وَهَلْ وَجَبَتْ ** عَلَيْهِ تَسْبِيْحَةٌ أَوْ سُورَةُ النَّـاسِ
أَدِّبْ بِلُطْفٍ سَتَلْقَ الطِّفْلَ ذَا أَدَبٍ ** وَاصْبِرْ كَأَيُّوبَ فِي ضُرٍّ وَإِفْـلَاسِ
16/ 6/ 1437 هـ
رَأَيْتُ مَقْـبَـرَةً تَـأْوِي الْمَلَايِينَـا ** كَـانُـوا بِدُنْيَتِنَـا عَاشُوا أَمَـانِيْنَـا
فَقُلْتُ لِلنَّفْسِ إِنَّ الْقَوْمَ قَدْ رَحَلُـوا ** وَتِلْكَ أَجْدَاثُهُمْ كَمْ أَثَّـرَتْ فِيْنَـا
ظَنُّوا الْبَقَـاءَ وَأَنْتِ الْآنَ فِـي أَثَـرٍ ** رُمْتِ الْبَقَاءَ فَهَلْ يُجْدِي وَلَوْ حِيْنَا
وَلَيْسَ فِي دُنْيَتِـي إِلَّا مُنَـاوَرَةٌ ** فِي أَمْسِنَـا فَرَحٌ وَالْيَـوْمَ تُبْكِيْنَـا
17/ 6/ 1437 هـ
أَخٌ سَـاهٍ فَـتُـــؤْذِيـــهِ ** وَتَتْرُكُ شُعْلَةً فِيـهِ
فَتَسْرِقُ هَـاتِفًـا مِـنْـهُ ** وَمَالًا كَانَ يُخْفِيـهِ
سَيَصْلَـى كُـلُّ مُخْتَلِسٍ ** جَحِيمًا مَنْ سَيَحْمِيهِ
كَذَا مَنْ يَشْتَرِي سِلَعًا ** مِنَ الْجَانِي وَيَأْوِيهِ
18/ 6/ 1437 هـ
عَلِّمْ صِغَارَكَ وَاصْمُـدْ أَيُّهَا الرَّجُـلُ ** فَمَنْ تَقَاعَسَ خَـابَ الظَّنُّ وَالْأَمَـلُ
إِنْ ضَاقَ صَدْرُكَ مِنْ فَقْرٍ وَمَسْغَبَةٍ ** فَأَجْرُكُمْ ضَاقَ عَنْهُ السَّهْلُ وَالْجَبَلُ
فَأَنْـتَ رَاعٍ فَـكُـنْ كَالشَّمْسِ نَـيِّــرَةً ** فَيَسْتَضِـيءُ بِكُـمْ طِفْـلٌ وَيَكْتَمِـلُ
وَالْجَهْلُ دَرْبٌ وَكَهْـفٌ مُظْلِـمٌ فَأَنِـرْ ** تِلْكَ الْبَرَاعِمَ إِنَّ الْجَهْلَ مُشْتَعِلُ
19/ 6/ 1437 هـ
الْمَاءُ مِنْ نِعَمِ الرَّحْمنِ ذِي الْكَرَمِ ** وَهَلْ حَيَـاةٌ بِدُونِ الْمَـاءِ لَسْتَ عَـمِ
فَلَا تَكُنْ مُسْرِفًا فَالذَّنْبُ فِي سَرَفٍ ** إِنْ كُنْتَ فِي الْبَحْرِ أَوْ فِي النَّهْرِ فَالْتَزِمِ
وَرُبَّمَـا حُرِمَ الْإِنْسَانُ مِنْ نِعَمٍ ** جَـزَاءَ إِسْرَافِهِ كَـمْ عَـاطِشٍ وَظَمِي
أَتُهْدِرُ الْمَاءَ ظُلْمًا يَا ابْنَ مُؤْمِنَـةٍ ** فَـاحْــذَرْ فَـرَبُّـكَ بِالْمِـرْصَـادِ لَمْ يَنَـمِ
20/ 6/ 1437 هـ
أَرَاكَ مُعَلِّمًا فِي كُـلِّ فَـنِّ ** وَفِي الْفُصْحَى تُحَدِّثُ كَابْنِ جِنِّي
وَمَنْ يَأْتِيْكَ لَيْسَ لَهُ كِتَابٌ ** تَقُـولُ بِمِـلءِ فِيْكَ إِلَيْكَ عَنِّـي
وَزَارَكَ رُفْقَةٌ فَرَأَوْكَ تَلْهُو ** بِشِيْشَةِ مُـوْلَــعٍ بِـجُــرَاكِ بُـنِّــي
وَتَشْفِطُ جِرْمَ دُخٍّ فِيْهِ وِزْرٌ ** فَقَالُوا الشَّيْخُ فِي كَهْفِ التَّدَنِّي
21/ 6/ 1437 هـ
أُبَـادِلُـهُ التَّـحِـيَّـةَ كُـلَّ يَـوْمٍ ** بِوَجْهٍ مُشْرِقٍ وَبِحُسْنِ ظَنِّي
وَيَنْثُرُ لِي الْحِدِيْثَ بِلَوْنِ وَرْدٍ ** وَأَنْثُـرُ لُؤْلُؤًا فَاقَ التَّمَنِّـي
فَجِئْتُ إِلَيْـهِ فِي أَمْـرٍ مُهِـمٍّ ** وَقَدْ نَادَيْتُ يَا نَفْسُ اطْمَإِنِّـي
فَصَـعَّـرَ خَـدَّهُ وَاشْتَـدَّ غَيْظًا ** وَقَدْ قَلَبَ الْفَتَى ظَهْرَ الْمِجَنِّ
22/ 6/ 1437 هـ
أَدْمَنْتَ يَا صَاحِ فِي الْوَتْسَابِ وَاللَّعِبِ ** فِي الْبَيْتِ فِي الْمُنْتَدَى فِي مَسْجِدِ الْقُرَبِ
فَلَمْ تَدَعْ مَسْرَحًـا إِلَّا رَقَصْـتَ بِهِ ** جُـلُّ الرَّسَائِلِ فِي هُـزْءٍ وَفِي كَـذِبِ
أَهْـدَرْتَ وَقْـتًـا نَفِيْسًا فِي مُـهَـاتَـرَةٍ ** فَمَا اسْتَفَدْتَ سِوَى الْإِرْهَـاقِ وَالتَّعَـبِ
فَتُبْ إِلَى اللهِ مِنْ وَقْتٍ مَضَى عَبَثًا ** وَاسْهَـرْ لِنَـيْـلِ الْعُـلَـى لِلْعِـلْـمِ وَالْأَدَبِ
23/ 6/ 1437 هـ
عَلَّمْتُهُ لُغَةَ الْقُرْآنِ فِي الصِّغَـرِ ** وَكُنْتُ أَحْرِصُ أَنْ يَرْقَى إِلَى الْقَمَرِ
فَنَالَ مَرْتَبَةً تَـزْهُـو بِرَوْنَقِهَـا ** فَطَالِبِي نَـاجِـحٌ نَـاءٍ عَـنِ الْخَـوَرِ
رَأَيْتُهُ قُلْتُ مَرْحًا بِابْنِ بَجْدَتِهَـا ** فَقَالَ مَنْ أَنْتَ حَتَّى تَقْتَفِي أَثَـرِي
فَقُلْتُ مَعْذِرَةً عَفْوًا فَلَسْتُ أَرَى ** ظَنَنْتُ أَنَّكَ لَكِـنْ خَـانَنِي نَظَـرِي
24/ 6/ 1437 هـ
السُّوقُ يَدْخُلُهُ الْمُضْطَرُّ لِلْأَرَبِ ** وَلَيْسَ ذَا وَلَعٍ بِالْهُـزْءِ وَاللَّعِـبِ
وَانْظُرْ لِأَسْوَاقِنَا تَبْدُو كَمَزْرَعَةٍ ** فِيهَا عُجُـولٌ وَثِيْـرَانٌ بِـلَا أَدَبِ
غَمْـزٌ وَلَمْزٌ وَتَصْفِيقٌ وَمَهْزَلَةٌ ** كَأَنَّهُ مُنْتَدَى مُسْتَهْتِرٍ وَغَبِـي
أُرْفُقْ بِنَفْسِكَ فَالدُّنْيَا لَهَا أَمَـدٌ ** وَتَنْقَضِي فَأَنِرْ مَمْشَاكَ بِالْقُـرَبِ
25/ 6/ 1437 هـ
إِخْتَبَرْتَ الْحَدِيْثَ وَالتَّفْسِيْرَا ** وَأُصُولًا وَمَا الْتَقَيْتَ عَسِيْرَا
كُنْتَ فِي قِمَّةِ اجْتِهَادٍ وَبَـذْلٍ ** لَمْ تَنَمْ فِي الْمَسَاءِ إِلَّا يَسِيْرَا
كُلُّ ذَا الْجَهْدِ وَالنَّجَاحِ لَأَمْـرٍ ** دُنْيَوِيٍّ لِذَا اجْتَهَدْتَ كَثِيْرَا
هَلْ تَأَمَّلْتَ مَوْقِفًا يَوْمَ حَشْرٍ ** وَتَذَكَّرْتَ إِنْ رَسَبْتَ سَعِيْرَا
26/ 6/ 1437 هـ
لَكَ فِي الْبَيْعِ أَلْسُنُ الْفُصَحَاءِ ** وَحَدِيْثُ الدُّعَـاةِ وَالنُّصَـحَـاءِ
وَإِذَا فَتَّشُوا الْخَـبَـايَـا بِـصِـدْقٍ ** وَجَدُوا مَكْرَ ثَعْلَبِ الصَّحْرَاءِ
كَمْ أُنَاسٍ أَمْضَيْتَ سِحْرَكَ فِيْهِمْ ** بِـيَـمِـيْـنٍ وَخُـدْعَـةٍ وَدَهَـاءِ
سِلَعًـا بِعْـتَـهَـا بِغِشٍّ وَمَـكْــرٍ ** وَنَسِيْتَ الْعِقَابَ يَـوْمَ الْجَـزَاءِ
27/ 6/ 1437 هـ
يُـغَـازِلُهُـا بِجَـفْـنِ الْفِسْقِ زَيْــدٌ ** وَيَرْنُـو نَحْوَهَا بِعُيُـونِ ذِئْبِ
وَيَرْفَعُ إِصْبَعَ الْوُسْطَى مُشِيرًا ** إِلَى تِلْكَ الْعَفِيـفَـةِ ذَاتِ لُـبِّ
أَفِقْ يَا ذِئْبُ مِنْ سَفَهٍ وَجُـرْمٍ ** سَتَصْلَى يَوْمَ تُبْعَثُ سُوءَ ذَنْبِ
فَتُبْ وَاطْلُبْ إِلهَكَ مَحْـوَ وِزْرٍ ** فَـإِنَّــكَ ذَاهِـبٌ لِلِقَــاءِ رَبِّــي
28/ 6/ 1437 هـ
تَرَيَّثْ إِنْ سَمِعْتَ أَذَىً وَغِيْبَـهْ ** فَتِلْكَ إِذَا غَضِبْتَ هِيَ الْمُصِيْبَهْ
سَتَظْلِمُ غَائِبًا لَمْ تَـدْرِ حَقًّا ** أَسَاءَ أَمِ الْمُـبَـلِّـغُ رَامَ رِيْبَـهْ
فَكَـمْ شَيْطَانَ لَيْسَ لَهُ ضَمِيْـرٌ ** فَيَنْفُثُ كَيْ يُصِيْبَ وَلَوْ قَرِيْبَـهْ
وَخَفْ مِنْ لَسْعَةٍ فِيْهَا سُمُومٌ ** وَإِنَّ مَخَالِبَ الْوَاشِي رَهِيْبَـهْ
29/ 6/ 1437 هـ
مَاذَا أَصَـابَكَ حِيْنَ مِلْـتَ إِلَى الْهَـوَى ** وَتَرُومُ مَنْعًا لِلنِّقَابِ كَمَنْ غَـوَى
إِبْـلِيْسُ أَثَّــرَ فِي دِمَـاغِـكَ وَالَّــذِي ** خَلَقَ الْوَرَى وَأَصَابَ عَقْلَكَ فَالْتَوَى
إِنْ كُنْتَ تُؤْمِـنُ بِالشَّرِيْـعَـةِ فَامْتَثِـلْ ** أَمْـرَ الْإِلـهِ وَمَـنْ يُخَـالِـفُـهُ هَــوَى
فِي كَهْفِ نَارٍ يَوْمَ يُحْشَرُ عَاصِيًا ** أَعْمَى كَمَا الدُّنْيَا وَفَـازَ مَنِ ارْعَوَى
* * * * * * * * * * *