شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
أَتَـانِـي شَاعِـرٌ عَـارِي الْبَيَانِ ** وَأَنْشَدَ مِثْـلَ مَقْطُـوْعِ اللِّسَـانِ
وَدَوَّى صَـوْتُهُ كَدَوِيِّ رَعْدٍ ** فَأَسْقَطَ بِالصَّدَى شَـرَفَ الْمَبَانِي
تَغَـزَّلَ فِي هُـدَى بِنْتِ بْنِ كَـرْمٍ ** وَلَيْـلَى بِنْـتِ أَفْـيُــوْنَ الْيَمَـانِي
وَأَدْرَجَ فِي ثَنَايَا الْحَرْفِ نَزْرًا ** مِنَ الأَزْهَارِ مِنْ نَبْتِ الْجِنَانِ
وَلَكِــنْ هَـالَنِـيْ لَحْـنٌ كَثِيْـفٌ ** كَنَقْعِ الْخَيْلِ فِي الْحَرْبِ الْعَـوَانِ
يَجُرُّ مُضَارِعًا وَيَضُـمُّ أَمْـرًا ** وَيَكْسِرُ فَاعِـلاً فَالشَّيْـخُ جَـانِـي
وَيَنْصِبُ كُلَّ مُجْرُورٍ بِحَرْفٍ ** وَبِالتَّسْكِيْـنِ حُـقِّـقَـتِ الأَمَــانِي
وَيُسْقِـطُ جُمْلَـةً وَيُـقِيْـمُ أُخْرَى ** وَكَمْ جُمَلٍ تُصَاغُ بِـلاَ مَعَانِي
يُشَتِّتُ شَمْـلَ إِعْـرَابٍ وَيَـرْمِي ** بِـلَفْــظٍ مُـزْعِـجٍ كَالأَفْـعُــوَانِ
تَطَايَرَ مِنْ حُرُوْفِ الشِّعْرِ قُبْحٌ ** كَـقُبْــحِ الشَّـرِّ مُنْطَـلِقِ الْعَنَـانِ
فَقُلْتُ لَهُ انْتَسِبْ فَأَجَابَ إِنِّيْ ** سَلِيْـلُ الْعُـرْبِ مِنْ قَـاصٍ وَدَانِ
وَجَدِّي الزِّبْرِقَانُ وَبِنْتُ خَالِي ** تَمَاضِـرُ شِعْـرُهَا عِقْـدُ الْحِسَانِ
فَقُلْتُ الْعُرْبَ هُمْ أَبْنَـاءُ فُصْحَى ** وَيَعْـرُبُ جَـدُّهُـمْ شَيْـخُ الْبَيَـانِ
وَأَنْزَلَ رَبُّنَا الْفُـرْقَـانَ يُتْلَـى ** بِـأَفْصَحِ مَنْطِقٍ عَالِي الْمَكَانِ
وَشِعْـرُكَ تَشْمَئِزُّ الْعُـرْبُ مِنْـهُ ** كَـأَنَّـكَ صُـغْتَـهُ بِلِسَــانِ جَــانِ
فَـلَيْسَ لِيَعْـرُبِـيٍّ قَــطُّ لَـحْــنٌ ** وَلَحْنُـكَ هَـائِـجٌ مِثْلَ الـدُّخَـانِ
فَأَغْمَضَ عَيْنَهُ وَاسْوَدَّ وَجْهًا ** وَطَأْطَـأَ رَأْسَـهُ مِثْـلَ الْجَـبَــانِ
وَقَـالَ نَعَمْ فَفِيْ لُغَتِي افْتِخَـارِيْ ** وَفِيْـهَـا رِفْعَـتِـيْ وَعُلُـوُّ شَانِي
وَفِيْ لُغَتِي ازْدِهَـارٌ وَارْتِقَاءٌ ** وَلَكِنِّي اسْتَجَبْـتُ لِمَنْ دَعَـانِـي
دَعَـانِيْ لِلْغُثَـاءِ فَسِرْتُ أَهْذِيْ ** كَأَلْثَـغَ يَقْـرَأُ السَّبْــعَ الْمَثَــانِي
* * * * * * * * * * *