شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
شَيْخٌ تَوَلَّى قَضَـاءَ الشَّامِ وَالْيَمَنِ ** وَحُكْمُـهُ نَـافِـذٌ كَالسَّهْمِ فِي الْبَـدَنِ
فَجِئْتُـهُ وَدُمُــوْعُ الْعَـيْـنِ سَائِحَـةٌ ** أَشْكُـو طَبِيْبًا سَخِيْفًا غَيْرَ مُؤْتَمَـنِ
فَـكَـمْ تَضَـرَّرَ مِنْ تَطْبِيْبِـهِ بَشَرٌ ** كَـمَـا تَضَـرَّرَ مِنْ تَطْبِيْبِهِ بَدَنِـي
فَتِلْكَ مَاتَتْ وَهَذَا صَارَ فِي عَـرَجٍ ** وَالطِّفْلُ مِنْ خَطَإِ الدُّكْتُوْرِ فِي وَهَنِ
وَكَـمْ حَشَا بَطْـنَ إِنْسَانٍ بِأَقْمِشَةٍ ** وَبَعْـدُ خَــاطَ بِقَلْـبٍ عَابِـثٍ خَشِنِ
فَأَيْنَ أَعْــوَانُهُ دُكْتُورُنَا خَــرِفٌ ** يَنْسَى الْقُمَاشَ بِبَطْنٍ خِيْـطَ بِالْقَـرَنِ
هُـنَـاكَ قَـالَ لَنَا الْقَاضِي بِنَغْمَتِهِ ** صَبْـرًا ثَلَاثَةَ أَعْوَامٍ مِنَ الزَّمَـنِ
فَقُلْـتُ صَبْـرًا فَإِنِّي رَهْنُ مَوْعِدِكُمْ ** إِنْ عِشْتُ دَهْـرًا وَإِلَّا أَنْتَ لَـمْ تَـرَنِ
فَأَصْدَرَ الْحُكْمَ حِيْنَ اغْتَالَهُ ضَجَرٌ ** حُكْمًـا بِأَرْشٍ وَحَقِّ الْعَـامِ وَالْوَطَنِ
فَقُلْتُ لِلشَّيْخِ فَلْيُمْنَعْ فَكَـمْ تَرَكَـتْ ** يَدُ الطَّبِيْبِ مِنَ الْآهَـاتِ وَالْحَــزَنِ
فَقَـالَ أَمْنَـعُ دُكْتُـوْرًا فَـوَا عَجَبًا ** أَمَا رَضِيْتَ وَقَـدْ أَغْرَاكَ بِالثَّمَنِ
فَاعْلَمْ بِأَنَّ رِجَالَ الطِّبِّ فِي فَلَكٍ ** فِيْهِ أَمَـانٌ بِأَرْضِ الشَّامِ وَالْيَمَـنِ
* * * * * * * * * * *