شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
سَمِعْتُ طِفْـلاً تَـلاَ آيًـا مِنَ الذِّكْـرِ ** وَصَوْتُـهُ نَغْمَـةٌ وَضَّـاءَةُ الْفِكْـرِ
يُــرَتِّــلُ الآيَ بِـالتَّجْـوِيْـدِ مُـلْتَــزِمًـا ** كَأَنَّ أَلْفَاظَـهُ صِيْغَتْ مِنَ السِّحْرِ
سَـأَلْـتُــهُ شَــرْحَ آيَــاتٍ فَـبَيَّنَـهَــا ** وَقَـامَ يَشْرَحُ لِيْ مِنْ سُوْرَةِ الْفَجْرِ
فَبَـانَ مِنْ شَرْحِـهِ مَـا كَان مُنْبَهِمًـا ** وَزَادَ تَوْضِيحُـهُ فِيْ لَيْلَةِ الْقَـدْرِ
رَعْيًـا لِطِفْلٍ كَزَهْرِ الـرَّوْضِ مُبْتَسِمًا ** وَوَجْـهُهُ مُشْرِقٌ إِشْـرَاقَـةَ الزَّهْرِ
خَرَجْتُ مِنْ مَجْلِسِيْ وَالْقَلْبُ مُنْشَرِحٌ ** بِرُؤْيَةِ الطِّفْلِ مَسْرُوْرًا بِمَا يَجْـرِيْ
رَمَقْـتُ آخَـرَ يَمْشِـيْ بَيْـنَ رُفْقَتِـهِ ** كَأَنَّـهُ ثَعْـلَـبٌ فِيْ الْغِشِّ وَالْمَكْرِ
عُيُـوْنُـهُ مِـنْ ظَـلاَمِ اللَّهْـوِ زَائِـغَـةٌ ** وَفِكْـرُهُ مُـنْتَـدًى لِلظُّلْـمِ وَالْـوِزْرِ
طِـفْــلاَنِ بَـيْنَهُمَــا فَـرْقٌ وَمُفْـتَـرَقٌ ** فَـذَاكَ شَمْـسٌ وَهَـذَا قِمَّــةُ الْغَـدْرِ
فَتُهْتُ مِمَّـا رَأَتْ عَيْنِـيْ وَأَرَّقَنِـيْ ** تَبَــايُنٌ وَهُمَـا سِيَّـانِ فِـيْ الْعُمْــرِ
أَبٌ تَـوَلَّـى شُئُوْنَ الطِّفْـلِ مُجْتَهِـدًا ** وَمَا وَنَى عَزْمُهُ مِنْ قُـوَّةِ الصَّبْرِ
حَتَى ارْتَوَى طِفْلُهُ بِالْعِلْمِ فِيْ صِغَرٍ ** وَنَــالَ مَـرْتَبَــةً تَعْلُوْ عَـلَى الْبَدْرِ
وَمَنْ تَوَانَى عَنِ الأَطْفَـالِ مُنْتَخِبًـا ** دَرْبَ التَّسَاهُلِ لا يَنْجُوْ مِنَ الْخُسْرِ
صِغَارُهُ سَـوْءَةٌ فِيْ الأَرْضِ هَـائِمَةٌ ** يَنَـالُـهُ شَـرُّهُمْ فِيْ سَـالِفِ الدَّهْـرِ
فَجَنِّبِ الطِّفْلَ دَاءَ الْجَهْلِ مُنْتَهِجًـا ** طَرِيْقَ أَهْلِ الْهُدَى فِيْ السِّرِّ وَالْجَهْرِ
وَأَدِّبِ الطِّفْلَ عَلِّمْهُ طَرِيْقَ هُـدَى ** تَنَـالُ أَجْـرًا وَنِعْـمَ الْفَـوْزُ بِالأَجْـرِ
* * * * * * * * * * *