شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
أَتَيتُــهُ سَحَــرًا وَالقَــلْبُ مُـنْـكَسِـــرُ ** وَالدَّمْعُ مِنْ حُـرَقِ الأَحْزَانِ مُنْهَمِرُ
وَكَــانَ شَيْخًـا لَهُ عِلْــمٌ وَمَعْـرِفَـةٌ ** وَالأَصْلُ مِنْ يَمَـنٍ بَلْ جَدُّهُ مُضَرُ
فَقَالَ أَهْـلاً بِشَيخِ العِلْمِ مَـافَعَـلَتْ ** بِـكَ اللَّيَـالِـي وَمَـا الآثَـارُ وَالْخَبَــرُ
أَرَى الـدُّمُوعَ عَـلَى خَدَّيْكَ سَائِحَةً ** وَسِمْــتُ وَجْـهِـكَ فِي طَيَّـاتِهِ كَـدَرُ
أَذَعْتُهُ السِّـرَّ وَالآمَـالُ قَـدْ مَـلأَتْ ** مَشَاعِرِيْ فَهِـيَ الآمَــالُ تَسْتَعِـرُ
فَقَــالَ بُشْـرَاكَ إِنِّـي الآنَ مُقْـتَــدِرٌ ** عَلَى عَطَائِكَ لاَ يَنْتَابُكَ الضَّجَرُ
هَيَّا ابْتَسِمْ وَانْثُرِ الأَشْعَارَ مِنْ فَرَحٍ ** دَعِ الْهُمُومَ دَعِ الآهَاتِ يـا قَمَــرُ
فَطِـرْتُ مِنْ فَـرَحٍ مِمَّا سَمِعْتُ وَمَـا ** وَعَـيْتُـهُ إِنَّنِـي بِـالْـوَعْـدِ مُفْتَخِــرُ
بَــدَأْتُ أُنْـشِـدُهُ شِعْـرِي وَأُطْـرِبُهُ ** مَـدَحْتُــهُ بِقَصِيْـدٍ زَانَـهَـا الْحَـوَرُ
فَــارَقْـتُـهُ وَبِقَـلْبِـيْ مِـنْ مَحَبَّتِــهِ ** شَذَا الوُرُوْدِ وَ فِيْهِ زَهْرُهَا العَطِرُ
مَضَتْ لَيَـالٍ وَأَيَّـامٌ وَمَا بَـزَغَـتْ ** شَمْـسُ الْـوَفَـاءِ وَلاَ عِلْـمٌ وَلاَ أَثَـرُ
أَتَـيْــتُ مَنْـــزِلَـهُ عَـلِّــيْ اذَكِّــــرُهُ ** بِـوَعْــدِهِ فَلَعَـلَّ الـشَّيْــخَ يَـدَّكِــرُ
فَقُلْتُ يَـابَـدْرُ إِنِّـي كُنْتُ مُنْتَظِرًا ** وَفَاءَ وَعْـدِكَ بَلْ مَـازِلْتُ أَنْتَظِــرُ
فَقَالَ وَعْدِيْ سَـرَابٌ بَيْنَ أَوْدِيَـةٍ ** وَطَيْفُ زُوْرٍ وَقَـوْلِي لَيْسَ يُعْتَبَـرُ
دَعِ الثَّنَــاءَ فَـإِنِّيْ لَسْـتُ ذَا كَــرَمٍ ** وَلاَ سُــلاَلَتُنَـا بِـالْـجُــوْدِ تَشْتَهِــرُ
فَكَيْفَ أُعْطِي لِـذِي فَقْـرٍ وَمَسْغَبَـةٍ ** وَكَيْـفَ أَنْشُـرُ إِكْــرَامِـي وَ أَفْتَخِـرُ
نَعَـمْ سَأَبْذُلُـهُ مِـنْ دُونِ مَسْــأَلَـةٍ ** لِذِي الْمَرَاتِبِ هُمْ فِي خَاطِرِي الدُّرَرُ
نَعَمْ سَأُعْطِي وَلَوْ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ ** فَـلَيْـسَ للهِ مَـا أُعْـطِـي وَمَـا أَذَرُ
عَطَـاؤُنَا انْغَرَسَتْ فِيـهِ مَصَـالِحُنَا ** أَيَّ الْمَصَالِحِ نَـجْنِـيْ مِنْكَ يَاعُمَرُ
فَقُـلْتُ مَطْـلُكَ لِلْمِيعَـادِ مَـنْقَصَةٌ ** وَوَصْمَةٌ فِي الْفَتَى وَالْخُلْفُ مُحْتَقَرُ
فَتُبْ إِلَى اللهِ مِنْ وَ عْـدٍ تُبَـدِّدُهُ ** وَمَنْ يَكُنْ كَـاذِبًـا بِـالنَّارِ يَنْصَهِــرُ
فَحَسْبِيَ اللهُ مِنْ غِـشٍّ وَمِنْ كَـذِبٍ ** وَمِـنْ مُمَاطَلَةِ الْمَـوْعُـودِ يَا بَشَـرُ
* * * * * * * * * * *